يعد بئر سيسرا من أشهر الآبار الأثرية في منطقة الجوف في المملكة العربية السعودية، لذا خلال هذا المقال سنتعرف علي أبرز وأهم التفاصيل الخاصة ببئر سيسرا، ومن بينها التاريخ، الموقع، أصل التسمية، الوصف وغيره الكثير.
تاريخ بئر سيسرا
يعود تاريخ البئر إلى الفترة النبطية ما بين القرن الأول قبل الميلاد إلى القرن الأول الميلادي، حيث تبلغ أبعاد فوهة البئر “م * 9م، ويصل عمقها إلى 15 متراً تقريبًا.
موقع بئر سيسرا
يقع البئر شمال مدينة سكاكا بالقرب من قلعة زعبل في منطقة الجوف في الجهة الشمالية الغربية من المملكة العربية السعودية.
أصل تسمية بئر سيسرا
أطلق على هذا البئر هذا الاسم نسبة لـ “الكنعاني سيسرا” القائد العسكري الذي حارب اليهود في فلسطين، وكان قائدًا للجيوش الكنعانية، وقد ورد ذكر اسمه في النصوص التوراتية والمسيحية على أنه عدو لليهود.
وصف بئر سيسرا
إنه عبارة عن بئر منحوت في الصخر، ونحت على أحد جوانبه درج منحوت في الصخر يمكن النزول من خلاله إلى القاع، وفي أسفله توجد فتحة مستطيلة تتلوها فتحة أكبر، مما يؤكد أن هذه البئر كانت مصدراً لمياه العيون القديمة بالمنطقة. وقد كان هذا النوع من أنظمة الري معروفاً خلال الفترة النبطية (القرن الميلادي الأول).
كما يتميز البئر بوجود فتحة في الجهة الشرقية منها كانت تغذي المزارع بالمياه من خلال قناة محفورة في الصخر، وهو نظام ري معروف يعود إلى الفترة النبطية.
ترميم بئر سيسرا
تم ترميم البئر وأحيط بجذوع للحماية ورصفت المنطقة المحيطة به بالحجارة.
معالم أثرية بالقرب من بئر سيسرا
وبالإضافة إلى ذلك، تحتضن منطقة الجوف شمال السعودية ضمن موروثها التاريخي العريق عدداً من الآبار الأثرية، ومنها بئر سيسرا المنحوتة في الصخر الرملي منذ أكثر من ألفي عام، وتقع على بعد 200 متر من قلعة زعبل التاريخية الشهيرة في مدينة سكاكا.
علاوة على ذلك يوجد العديد من المعالم الأثريية الأخري بالقرب من بئر سيسرا ومن أبرزها التالي:
قلعة زعبل
يعود تاريخ هذه القلعة لأكثر من 400 عام، لذا فهي من أقدم القلاع بالجزيرة العربية. وتتميز القلعة بمواقعها الاستراتيجي؛ حيث تتواجد على جبل طبيعي في الطرف الشمالي الغربي لمدينة سكاكا، التي جعلت منه تحفة معمارية شامخة، وتروي حكايات محملة وشاهدة على حضارة ذات أهمية في تاريخ البلاد.
وتقع القلعة على هضبة من الصخر الرملي، ترتفع عن الأرض حوالي 50 مترًا وتتحصن بأربعة أبراج مخروطية، إذ صممت للمراقبة واستخدمت لأغراض عسكرية، كما يوجد فتحات في سور القلعة بمقاسات صغيرة للمراقبة الآمنة للهجوم المعادي، والمحافظة على أمن الطريق التجاري بين الشام والعراق، الذي يمر بمنطقتها.
وقد اعتبرت من أقوى القلاع الحربية، وتعد رمزًا من رموز البطولات الماضية. كما تعكس جدران القلعة، حكايات منقوشة توثيقية للقلعة، تحكى عن تاريخها على مدار الزمن، برموز قد لا يفهمها سوى علماء التاريخ والآثار.
وبحسب هذه الكتابات يظهر أن القلعة قد أعيد تجديدها مرات عديدة، إذ كانت تهدم من قبل المهاجمين في حالات انتصارهم، ويتم تخريبها في محاولة للتخلص منها حتى لا يحتمي بها أهلها مرة أخرى، وذلك نظرًا للموقع الاستراتيجي لها.
وتحولت القلعة حاليًا إلى الاستخدام المدني، وما زالت حتى الوقت الحاضر من أهم المعالم الأثرية الموجودة في البلاد.
واحة دومة الجندل
تتواجد الواحة في منطقة الجوف، جنوب غرب مدينة سكاكا، وتضم العديد من المقومات المختلفة بجميع الأنماط السياحية، كالتراث الوطني والسياحة الزراعية والبيئية، مما يجذب أعدادا كبيرة من الزوار والسياح للبحث عن الأصالة والتراث.
قلعة مارد
تتواجد هذه اللقعة في البلدة القديمة بحي الدرع، بمحافظة دومة الجندل، وتطل على المدينة من أعلى نقطة، و يبلغ ارتفاعها 620 مترًا فوق سطح البحر، وتعد من المواقع الأثرية والتاريخية البارزة في منطقة الجوف.
وتتميز القلعة بأبراجها الأربعة المخروطية الشكل، وتضم عدة مباني لأنماط عمرانية وحقب زمنية مختلفة بداية من الفترة النبطية ومرورًا بفترة ما بعد ظهور الإسلام، حتى فترة متأخرة تعود إلى ما قبل 80 عامًا.
وتتكون القلعة من المبنى الرئيسي، ويتكون من طابقين، السفلي من الحجارة والعلوي من الطين، كما أنها تحتوي على بئرَين وغرف للحرس والرماية.
ويحيط بالقلعة سور به فتحات للرصد والمراقبة، وله مدخلان أحدهما من جهة الجنوب والآخر من الشمال.
وقد عثر داخل القلعة على مقتنيات أثرية تعود إلى الفترة النبطية والرومانية، مما يدل على التاريخ الغني لهذه القلعة ومواكبتها لحضارات وعهود متعددة.
مسجد عمر بن الخطاب
يتواجد هذا المسجد بجانب قلعة مارد في حي الدرع من الجهة الجنوبية، ويعتبر من أهم المساجد التاريخية في المملكة. ويعود السبب في ذلك إلى تخطيطه العمراني الذي يمثل نمط المساجد الأولى، مثل مسجد الرسول عليه الصلاة والسلام، في المدينة المنورة. كذلك يؤكد المؤرخون أن مئذنة مسجد عمر بن الخطاب تعد أول مئذنة في الإسلام.
متحف الجوف الإقليمي
يضم هذا المتحف العديد من القطع الأثرية التي تدل على التسلسل التاريخي لمنطقة الجوف ومواقعها الأثرية والتراثية. ويتكون المتحف من عدة أقسام هم:
قسم صالة العرض والتي تضم عدد من اللوحات التوضيحية عن تاريخ منطقة الجوف حسب التسلسل الزمني، وتحتوى هذه اللوحات على عرض للمقتنيات الأثرية، ويوجد عدة أقسام أخرى، كقسم الترميم والتصوير والمكتبة والضيافة.
سوق دومة الجندل التاريخي
يعتبر هذا السوق أقدم أسواق المملكة العربية السعودية.
اقرأ أيضاً: كهف هيت أهم كهوف السعودية