قلعة مارد أقوى قلاع السعودية

تعد قلعة مارد من أشهر المزارات السياحية في المملكة العربية السعودية، وهي قلعة مميزة لارتفاعها الهائل ودقة وعظمة تشييدها، فضلًا عن صعوبة اختراقها والوصول إليها مما يجعلها تمثل الحماية و الأمان.

موقع قلعة مارد

تقع قلعة مارد على ربوة يبلغ ارتفاعها حوالي 600 متر، وهي مطلة على مدينة دومة الجندل التي تتبع منطقة الجوف، وتقع القلعة على بعد حوالي أربعة وأربعون متر من مسجد عمر بن الخطاب الأثري. كما تطل القلعة على واحدة من أقدم المستوطنات البشرية وهي دومة الجندل التي كانت عاصمة ممالك وحضارات عربية قديمة.

تاريخ قلعة مارد

تعتبر هذه القلعة إحدى القلاع التاريخية الحربية التي يرجع تاريخ إنشائها إلى القرن الأول الميلادي.

أصل سبب تسمية قلعة مارد

أطلق على القلعة هذا الاسم بسبب تمردها وأنها تعصى وتصعب على كل من فكر في الاستيلاء عليها و محاولة اقتحامها واختراقها.

أقوال المؤرخين عن قلعة مارد

ذكر بعض المؤرخين أن عصر بناء هذه القلعة قد تميز بالقوة لمملكة كانت جبارة وقد يكون لقوم سيدنا صالح عليه السلام.

وقد تم بناء الحصن على هيئة حصون وقلاع تم تشييدها من الأحجار المتينة التي تتميز باللون الأحمر الفاتح، والمثير للاهتمام هو احتفظ هذه الأحجار بلونها لآلاف السنين دون أن يحدث لها أي تغيير، وكانت المنطقة محصنة بسور لرد الهجمات.

وقد لاقت هذه المنطقة أهمية عبر التاريخ، خاصة في العهد الآشوري، ولقد تم ذكرها في نصوص مكتوبة تعود إلى القرنين الثامن والسابع قبل الميلاد. وتظهر هذه النصوص العلاقات السياسية والتجارية بينها وبين مناطق العالم القديم، إذ تمت الإشارة إلى دومة الجندل بـ “أدوماتو”، وتم ذكر دومة الجندل أيضاً في القرن الثالث الميلادي في عهد الملكة العربية الشهيرة “زنوبيا”.

وعلى ما يبدو أن هذه الملكة قد غزت دومة الجندل، ولكنها لم تتمكن من دخول القلعة بسبب قوة حصونها، فارتدت خائبة وقالت قولها الشهير: “تمرد مارد وعز الأبلق”، ومارد هذا هو عبارة عن قصر مارد في دومة الجندل، والأبلق قصر مشهور في تيماء.

ثم ظهر اسم المدينة مرة أخرى في القرن الخامس الميلادي عندما سيطر عليها الملك العربي “امرؤ القيس” الذي أتى على ذكر المنطقة في معلقته الشهيرة.

وصف قلعة مارد

تأخذ القلعة شكل مستطيل لكن ذلك الشكل تغير الآن وأصبحت تأخذ شكل بيضاوي، وهي تتكون من طابقين، الطابق السفلي تم بناءه باستخدام الحجارة، بينما الطابق العلوي تم بناءه باستخدام الطين، كما تم بناء عدد 4 أبراج حديثة وتأخذ تلك الأبراج شكل مخروط و يبلغ ارتفاع تلك الأبراج حوالي 12 متر.

كذلك تضم القلعة بئران وتتضمن طوابق القلعة على مجموعة غرف خاصة بالحرس والرماية والمراقبة، وتم إحاطة القلعة بسور ضخم مصنوع من الحجر يحتوي على مجموعة من الفتحات للمراقبة، و هذا السور له مدخلان أحدهما من جهة الجنوب أما المدخل الأخر فيوجد من جهة الشمال، وقد تم إعادة ترميم بعض أجزاء القلعة في الفترة بين (1416 إلى 1423 هجرية)، كما تحتوي القلعة على درج يتكون من ألف درجة ملتوية يستغرق الزائر حوالي ثلاثين دقيقة من أجل صعود هذا الدرج للوصول إلى قمة القلعة.

وقد أثبتت أعمال الحفر أن القلعة تعود إلى العصر النبطي، إذ أسفرت عمليات الحفر عن وجود طبقات أثرية وكسر فخارية تعود للعصر النبطي، فضلًا عن عدد من المعثورات والاكتشافات الأثرية التي تؤرخ للعصر النبطي، وهي:

أساسات قلعة مارد الضخمة.
طبقات أثرية نبطية في أنحاء مختلفة من دومة الجندل
مجموعة من المقابر النبطية الجماعية في موقع يسمى (الصنيميات) الواقع غرب دومة الجندل.
بقايا سور قلعة مارد.

وفي سنة 1976، كشفت الحفريات وعمليات التنقيب عن خزفيات نبطية ورومانية تعود للقرن الميلادي الأول والثاني. وقد قامت فرقة تنقيب بالانتهاء من التنقيب في شرق القلعة والسور.

الآثار القريبة من قلعة مارد

يوجد مجموعة كبيرة من الآثار القديمة القريبة من القلعة ولعل من أهم وأبرز تلك الآثار هي:

مسجد عمر بن الخطاب سوق دومة الجندل القديم
حي الدرع والرحيبين التاريخيين
مساكن قديمة
سور المدينة الضخم

مسجد قلعة مارد

يحمل هذا المسجد مئذنة تعد أقدم مأذنة في تاريخ المملكة بأكملها. وقد تم بناء هذا المسجد في سنة 17 هجريًا، و يعتبر هذا المسجد من أهم المساجد الأثرية في المملكة ككل.

كما يكتسب المسجد أهمية بسبب التخطيط فهو من تصاميم المساجد الأولى مثل تصميم المسجد النبوي في المدينة المنورة في البدايات ، وهو من أقدم المساجد الأثرية.

أهمية دومة الجندل في التاريخ

تتحدث النصوص التاريخية عن دومة الجندل باعتبارها عاصمة لعدد من الملكات العربيات مثل: الملكة تلخونو والملكة زبيبة والملكة تبؤة والملكة تارابوا والملكة سمسي.