تعد فوهة الوابة أو فوهة الوعبة أو مقلع طمية أكبر وأعمق فوهة بركانية في المملكة العربية السعودية، وهي عبارة عن حفرة عميقة في الأرض بقطر دائري يبلغ 3 كيلومترات وبعمق 380 متر، وهي الأكبر من نوعها في منطقة الشرق الأوسط. ويغطي وسط الفوهة طبقة ملحية بيضاء اللون ويعتقد أن سبب تكونها يرجع إلى أن مياه الأمطار تتجمع في قاع الفوهة مكونة بحيرة صغيرة ضحلة لاتتسرب إلى باطن الأرض. وخلال السطور التالية سنتعرف على أبرز المعلومات الخاصة بفوهة الوابة.
سبب تسمية فوهة الوابة
تم إطلاق اسم مقلع طمية على هذه الفوهة نسبة لجبل طمية على نفس شكلها، ولذلك سميت الفوهة البركانية باسم مقلع طمية.
أسطورة فوهة الوابة
تنتشر عدة أساطير شعبية يعرفها سكان القرى المجاورة حول نشأة الفوهة، ومن بينها:
أن الفوهة في أحد الأيام الممطرة رأت جبلًا على ضوء البرق يسمى “قطن”، وأُعجبت به وأحبته ويقع “قطن” هذا في المنطقة الوسطى في نجد بين مدينة بريدة بمنطقة القصيم وبين المدينة المنورة في غرب السعودية وفي منتصف المسافة بين المدينتين تقريبًا، وقررت الانتقال من مكانها إليه، وعندما تحركت إلى الجبل كان هناك جبل آخر بالقرب منها يسمى “شلمان” وهو حسب الأسطور ابن عمها فلما رآها تنتقل إليه شعر بالغيرة فرماها برمحه وأصاب رجلها فسقطت بالقرب من محبوبها جبل “قطن” ولم تصل إليه.
موقع فوهة الوابة
تقع الفوهة على بعد 254 كم من مدينة الطائف في المنطقة الغربية من المملكة العربية السعودية، وتبعد الفوهة 200 كم شمال شرق مدينة الطائف ويمكن الوصول إليها عبر طريق الرياض الطائف السريع مرورًا بقرية أم الدوم. كما يمكن المرور بقرية حفر كشب ويمكن الذهاب إليها عن طريق مهد الذهب بإتجاه جنوب شرق المدينة المنورة، بينما تبعد الفوهة عن جدة مسافة 420 كم تقريبًا، مما يمثل 4 ساعات للوصول إليها بالسيارة.
ويتميز الطريق إلى فوهة الوابة بأنه معد ومهيأ ليسهل الوصول إليها، فلن تحتاج إلى سيارة دفع رباعي، ولا داعي للقلق بشأن شبكات الاتصال، كذلك يحتوي الموقع صالات مخصصة للزوار والسياح، وإطلالات رائعة على الفوهة.
تضاريس فوهة الوابة
يرجح بعض العلماء أن الفوهة تكونت نتيجة لانفجار بركاني كبير، بينما يعتقد البعض الأخر أنها نتجت عن سقوط نيزك، لكن لا يوجد دليل لإثبات أي افتراض.
وعند النزول مسافة 15 متر من سطح الأرض يلاحظ وجود العديد من أشجار النخيل والنباتات التي تنمو على عيون ماء صغيرة وعند النزول أسفل الحفرة تجد القليل من الأعشاب الصحراوية وشجر الأراك التي سرعان ما تختفي كلما اتجهت وسط الحفرة التي هي عبارة عن أرضية مالحة يغطيها الملح مشكلًا لونًا أبيض يمكن أن يرى بشكل واضح من أعلى الفوهة.
أنشطة عند فوهة الواهة
يوجد العديد من الأنشطة التي يمكن القيام بها عند وصولك إلى منطقة فوهة الوابة؛ حيث أنها وجهة سياحية مميزة لقضاء وقت ممتع، ومن بين هذه الأنشطة الأتي:
- الاستمتاع بالمناظر الخلابة للحفرة.
- زيارة مركز الزوار، وهو عبارة عن متحف يشرح هيكل الحفرة وما يتكون منها. هذا المتحف يمكنك من التعرف بالتفصيل على الحفرة وجيولوجيتها.
- الذهاب إلى نقاط المراقبة بالمنطقة، إذ توفر رؤية جيدة للحفرة والمناطق المحيطة بها، وهذه الأماكن مميزة ومثالية أيضًا للجلوس وتناول وجبة مع الاستمتاع بالجمال الطبيعي المحيط بها.
- إذا كنت ترغب في إلقاء نظرة فاحصة، فهناك ممر ضيق به درجات منحوتة تؤدي إلى قاعدة الحفرة، علمًا بأن الممر طويل والطقس حار وجاف إلى حد ما.
- بالنسبة للسياح الذين يرغبون في متابعة النزول، يوصى بحمل الماء والطعام وأخذ فترات راحة عند الحاجة، ويوصى أيضًا بأحذية المشي المريحة لقطع المسافات الطويلة، ونظرًا لأن الموقع بعيد، فإن إشارة الجوال ضعيفة هناك.
- كذلك يفضل السياح المشي حول حافة الفوهة، ويمكن أن يستغرق الدوران حول المحيط بأكمله ما يصل إلى ثلاث ساعات.
- ويمكنك أيضًا زيارة حقول الحمم القريبة، إذ يستغرق الوصول بالسيارة 10 دقائق فقط.
- يمكن الاستمتاع بشروق الشمس أو غروبها، أيهما يناسبك بشكل أفضل، فكلا الفجر والغسق جميلان بشكل لا يصدق.
- يمكن لعشاق الطبيعة قضاء ليلة ملهمة من خلال تأمل السماء الصافية والنجوم المتلألئة؛ حيث تظهر الصحراء ساحرة للغاية حيث لا توجد أضواء حولها.
استخدام مواد فوهة الوابة
يتم استخدام مواد من بيئة المكان لتطوير خدماته العامة، منها: تشييد مطلات من صخور بركانية سوداء اللون.
أفضل وقت لزيارة فوهة الواهة
المنطقة التي تقع فيها الفوهة مناخها حار في الغالب، لذا فإن أفضل وقت لزيارتها هو خلال فصل الشتاء، ومن الأفضل التخطيط لرحلة في الصباح الباكر أو في وقت متأخر من المساء، ونظرًا لأن الليالي أكثر برودة، يعد التخييم في الوابة نشاطًا سياحيًا شهيرًا.
وتعتبر الفوهة مكانًا لطيفًا للزيارة مع العائلة أو الأصدقاء. ولكن، قد لا يكون المكان مريحًا جدًا للأطفال وكبار السن لأن الطقس حار وجاف، كما أن التضاريس المخصصة للسير لمسافات طويلة وعرة وضيقة للغاية.
في النهاية، نود أن نذكرك أن فوهة الوابة تتواجد وسط الكثبان الرملية، وتعرض ألوانًا رائعة من زوايا متنوعة في أوقات مختلفة من اليوم، وضم بلورات فوسفات الصوديوم البيضاء المترسبة في الأسفل، مما يشكل تأثيرًا لامعًا في الشمس، فعندما تتراكم مياه الأمطار في القاع، فإنها تبدو وكأنها كومة من اللؤلؤ بيضاء ولامعة، كذلك تظهر الشجيرات والنخيل التي تبطن حافة الفوهة مذهلة بعد هطول رذاذ، إذ تتساقط قطرات المطر بشكل جميل على الأوراق، مما يضيف لمسة جميلة من اللون الأخضر إلى المشهد الطبيعي الخلاب.
اقرأ أيضاً: وادي صفار أجمل أودية الدرعية
