يعد تاريخ الخليج العربي مليئًا بالخبايا والمعلومات الهامة التي تعبر عن هذا التاريخ العريق، حيث أن أول ميناء بحري تم إقامته في منطقة الخليج العربي يقع في مدينة الأحساء بالمملكة العربية السعودية، وهو قلعة العقير التاريخية الواقعة في المنطقة الشرقية التي تعبر عن التاريخ العميق والغني للمنطقة الشرقية، والذي سنتحدث عنه بشكل تفصيلي خلال السطور القادمة.
أبرز المعلومات عن قلعة العقير
تعد قلعة العقير هي أول قلعة في التاريخ الإسلامي والتي تقع شرقي المملكة العربية السعودية، كما أنها أول ميناء بحري في منطقة الخليج العربي ككل، وقد كانت قلعة العقير البوابة الاقتصاديّة للمملكة العربيّة السعوديَّة إبان قيامها، والميناء الرئيسي لها، والذي يُمكن الوصول من خلاله إلى شرق البلاد ووسطها، وقد تعزَّز موقع قلعة العقير التاريخي بعد مجموعة من الاتفاقيَّات السياسيَّة التي تمَّ إبرامها في عهد الملك عبد العزيز.
تعرف على موقع قلعة العقير
تقع العقير على بعد سبعين كيلومترًا جنوبي الظهران، مجمَّع (آرامكو) السعوديَّة، وعلى بعد سبعين كيلومترًا شمال شرق مدينة الهفوف في محافظة الإحساء، إضافًة لوقوعه على الخليج العربي على خطٍ مستقيم بين الواحة وجزيرة البحرين، ويظهر موقع قلعة العقير الأهميَّة التاريخيَّة للمنطقة، حيث يبلغ عمر الشواهد الموجودة في العقير حوالي ثلاثمائة عام، فقد تمَّ بناء قلعة العقير في العهد العثماني.
قلعة العقير ومعالمها البارزة
تتكون العقير من العديد من المعالم ولكن يعد الحصن الرئيسي من أهم المعالم البارزة للعقير، حيث يتكون الحصن الرئيسي من مجموعة من المباني السكنيَّة والمكاتب، إضافةً إلى فناءٍ كبير يُمكن الوصول إليه عبر بوابةٍ وممرٍ يمر من خلال المبنى الرئيسي.
وبمجرَّد تجاوز هذه البوابة، يكتشف الزائر للمكان ساحة الفناء الكبيرة، والتي يبلغ طولها 120 x 55 متراً، والمحاطة بالجدران الواقية، وعلى طول الجدران الشماليَّة الغربيَّة، والشماليَّة الشرقيَّة تتوزّع نوعين من الأعمدة، حيث كانت تنتشر هناك العديد من المحلات التي تقوم ببيع وتسويق منتجاتها في سوقها القديم.
حصن قلعة العقير
يتكون حصن ميناء العقير من سورٍ حجري يعلوه طوب اللبن، ويبلغ طول كل جانبٍ منه 150 قدمًا، مع مدخلٍ يؤدِّي إلى باحةٍ كبيرة كانت فيما مضى تضم سوق العقير، ويوجد على جانبيه صفين جميلين من الأعمدة المطلَّة على البحر، ويُمكن الاستمتاع بالمشاهد الخلابة في الطابق العلوي، في يومٍ مُشمس، والذي يُظهر لون المبنى الفاتح، على خلفيَّةٍ زرقاء صافية، تتشكَّل من زرقة السماء ولون صفحة مياه البحر، وغالباً ما يرتبط سحر هذه الهياكل بكل ما يُمكن أن تلمحه من نوافذ الأسقف المصنوعة من خشب النخيل، والمصابيح التي تتدلَّى بشكلٍ سداسي.
إلى جانب الحصن تقبع مجموعة من المباني القديمة، بما فيها المباني الحكوميَّة، ومبنى الجمارك، إضافةً للمسجد، وعلى الرَّغم من أنَّ المنطقة تخضع للسيطرة العسكريَّة، إلا أنَّه يوجد حارسٌ متاح بشكلٍ دائم؛ لمساعدة الزوَّار في اكتشاف المكان.
غرف الإقامة في قلعة العقير
كان هناك سكان يعيشون في ميناء العقير، لذا توجد العديد من الغرف التي كانوا يقيمون بها قديمًا، بالإضافة إلى وجود مسجدًا، كل ذلك بداخل الحصن الرئيسي من قلعة العقير، وإذا أمعنت النظر في هذا الركن من القلعة سوف تجد أجمل الزخارف، إلى جانب وجود مجموعة من القوالب الهندسيَّة من الطرازين العثماني والعربي الإسلامي، كما تتزيَّن بعض الأبواب في قلعة العقير بزجاجٍ ملوَّن يندر وجوده في الجزيرة العربيَّة.
شاطئ العقير
يقع شمال الحصن الرئيسي من ميناء العقير شاطئ العقير الجميل، الذي يتميز عن غيره من الشواطئ الأخرى بأنه يضم مجموعة من المباني الحديثة التي تشبه إلى حدٍ ما صرح روما الأعظم (الكولوسيوم)، والتي تمَّ بناؤها على شاطئ العقير، وعلى بعد مئة متر من البحر.
توفَّر هذه الهياكل مكاناً تتجه الأنظار إليه، وظِلاً تشتد الحاجة إليه عند ارتفاع درجات الحرارة فوق الأربعين درجةً مئوية في المكان، إضافةً إلى أنَّه قد تمَّ بناء مجموعة من الهياكل الخرسانيَّة الصغيرة والفاخرة على طول الشاطئ؛ لتوفير الخصوصيَّة والظل للزوَّار.
وبذلك نكون قد جمعنا لكم جميع المعلومات المتعلقة بقلعة العقير التاريخية التي تعتبر أول ميناء بحري في التاريخ الإسلامي وفي تاريخ منطقة الخليج العربي، فإن كنتم ترغبون في التعرف أكثر إلى تاريخ المملكة فعليك بزيارة هذا الحصن الرائع لكي تتعرفوا من خلاله على أبرز الأحداث التاريخية التي شهدها على مدار وجوده في الأحساء.