أنشطة, استكشف المملكة

قلعة التاروت في السعودية تاريخ من الحضارة والشموخ

قلعة التاروت قلعة التاروت

قلعة التاروت من أهم المعالم التي تشتهر بها المنطقة الشرقية والتي تقع في جزيرة التاروت شرق القطيف داخل خور واسع من البحر، يحيط به غربًا ساحل القطيف، وجنوبًا ساحل الدمام، وشمالًا رأس تنورة الممتد إلى محاذاة الجزيرة من الشرق. 

تعد جزيرة التاروت أوسع الجزر الواقعة على شاطئ الخليج داخل السعودية، بل أكبر جزيرة فيه بعد جزيرة البحرين، وترتبط حاليًا بالقطيف بطريق عبر الخليج أنشئ عام 1965، حيث إن الوقوف على تل قلعة التاروت الأثري لا يعني الإطلال من مكان مرتفع فحسب، بل فرصة لتأمل أحد مراكز الحضارات الأولى في جزيرة تاروت.

قلعة التاروت

يقول أحد الباحثين بأن قلعة التاروت برتغالية، بُنيت إبان الغزو والاحتلال البرتغالي لمنطقة الخليج العربي، فقد وردت نُسِبت هذه القلعة إلى البرتغاليين في عددًا من المصادر الأوروبية القديمة، منها على سبيل المثال تقرير شركة الهند الشرقية الهولندية (فوك) عام 1752، كما وأنه يرى أن تأسيس قلعة التاروت يعود لفترة أقدم من الغزو البرتغالي، ولكن الدلائل التي تقدم ما زالت لا ترتقي للأخذ بها.

بعد زوال حكم البرتغاليين، سيطر على قلعة التاروت الأمير راشد بن مانع بن مغامس، أحد أمراء قبائل المنتفق العربية، ثم انتقلت ملكية هذه القلعة إلى بقية الحكام الذين حكموا هذه المنطقة، وأشهرهم بني خالد وآل سعود أسلاف الأسرة الحاكمة الآن وآل خليفة والعثمانيون.

قلعة التاروت

تتكون قلعة التاروت من أربعة أبراج، بقي منها ثلاثة، وانهار واحد أثناء إحدى المعارك التاريخية، وتحاكي قلعة التاروت بشكلها البيضاوي التضاريس الطبيعية التي بُنيت عليها، وهذا الأسلوب في البناء المتفاعل مع طبيعة التضاريس يشبه أسلوب البناء البرتغالي المتبع في القلاع العمانية غير منضبطة الشكل، كما أنها تقع وسط غابة من النخيل وعلى مرتفع صخري يعد الأعلى من بين المرتفعات في منطقة القطيف.

شكل قلعة التاروت

تبلغ مساحة قلعة التاروت حوالي 5000 م²، وهي قريبة من مياه الينابيع مثل عين العودة وعين العونية، وكانت سابقًا ملحقة بأربعة أبراج مخروطية الشكل، إلّا أنّه قد دُمّر أحدها وبقيت الثلاثة الأخرى قائمة.

وتُحيط بقلعة التاروت حاليًا المزارع والمساكن، وهي قلعة شبه بيضاوية الشكل، شيدت خلال القرن الـ16 ق.م على أنقاض مبنى معبد قديم يعود إلى عصر العُبيد، أيّ حوالي 5000 سنة ق.م، وهو ذو أساسات صخرية ظاهرة للعيان، ويحيط بها جدار عريض مبني من طين البحر والجبس والصخور.

قلعة التاروت

الهدف من بناء قلعة التاروت

يُعتقد أنّ قلعة التاروت كانت جزءًا من قاعدة عسكرية، وجزءًا هامًا من نظام الدفاع البرتغالي الخليجي فترة الغزو البرتغالي للخليج الفارسيّ حيث استُخدمت لصدّ الهجمات التركية، وقد بُنيت على أنقاض معبد قديم، حيث يقال إنّ اسم تاروت مستوحى من الإلهة الفينيقية القديمة عشتروت (Phoenician goddess Astarte).

وعشتروت هي الآلهة التي بُني معبد لها على نفس هذه البقعة، إلّا أنّ بعض المؤرخين يعتقدون أنّه قد بُني من قبل السكان المحليين للدفاع عن أنفسهم من الهجمات البرتغالية.

القطع الأثرية في قلعة التاروت

تعمل بلدية القطيف في منطقة جزيرة تاروت بالتعاون مع الهيئة العامة السعودية للسياحة والتراث الوطني على إنارة قلعة تاروت في الليل، وتهيئة الموقع المحيط بالقلعة من خلال زرع الأشجار، وتعبيد الممرات، لتحويل القلعة إلى منطقة لجذب السياح، وقد عُثر في موقع القلعة على بعض القطع الأثرية المنسوبة إلى الأزمنة المختلفة، منها ما وُجد نتيجة عمليات التنقيب ومنها ما وجد صدفة، ومنها ما يأتي:

  • عُثر على كتابات محفورة على أجزاء من أحجار القلعة، استدل منها علماء الآثار بأنّها بُنيت في عهد السلطان سليم الثاني العثماني في القرن العاشر الهجري.
  • وُجد تمثال الرجل السومري المنحوت في الحجر الجيري القشطي اللون، حيث يبلغ ارتفاعه 94 سم، وهو على شكل رجل في الأربعينيات أو الخمسينيات من عمره، وأُطلق عليه اسم التمثال العابد أو التمثال الخادم (Cult Statue).
  • اكتُشفت إحدى البعثات الدنماركية المسؤولة عن التنقيب عن الآثار على صواني، وُجِد عليها آثار كشط بشفرة سكين، وتم تقدير تاريخها بالعصر الحجري الحديث، إلى ما بين 7500 سنة ق.م إلى 5500 ق.م.

قلعة التاروت

زيارة قلعة التاروت

إن كنت تود زيارة القلعة فيمكنك الذهاب إليها دون دفع أي رسوم، حيث إن الدخول إلى قلع التاروت مجاني، ولكن في حال أردت طلب جولة سياحية برفقة مرشد سياحي فسوف تحتاج إلى دفع رسوم إضافية للحصول على هذه الخدمة.

You Might Also Like