سوق القيصرية جولة في أحد أقدم وأعرق الأسواق

سوق القيصرية

يقول البعض بأنه قد تم ذكر سوق القيصرية في بعض الوثائق التاريخية التي يعود تاريخها إلى 600 سنة، وعلى الرغم من أنه لم يتم التأكد من تلك الأقاويل إلا أن سوق القيصرية يعد أحد أقدم أسواق الجزيرة العربية، لذلك دعونا نتعرف بشكل تفصيلي على سوق القيصرية خلال السطور التالية.

موقع سوق القيصرية

يقع سوق القيصرية في مدينة الأحساء وتحديدًا على الطرف الشرقي من طريق الملك عبدالعزيز في حي الرفعة بالهفوف.

تاريخ سوق القيصرية

تم تأسيس وبناء هذا السوق عام 1822، ولكن كما ذكرنا يدعي البعض بأن تاريخ سوق القيصرية يعود إلى  سنة 600، ولكن مما لا شك فيه أنه من أقدم وأعرق الأسواق في شبه الجزيرة العربية، وفي عام 2001 كاد أن يتم تدمير السوق بسبب الحريق الذي وقع هناك، ولكنه ما زال موجودًا ومزدهرًا حتى الآن بفضل مشروع لإصلاح بناياته الطينية والذي تم تنفيذه بشكل فوري. 

يوجد في هذا السوق أكثر من 400 كشك موزع على متاهة من الممرات المرقمة المليئة بالباعة والمشترين، وأدرجت منظمة اليونسكو سوق القيصرية في قائمة مواقع التراث العالمي عام 2018، مما أثبت أهميته التاريخية والثقافية.

أوقات العمل في السوق

يفتح السوق أبوابه يوميًا الساعة 3 مساءً إلى الساعة 1 صباحًا، وتغلق جميع المحلات والأكشاك لمدة 30 دقيقة خلال أوقات الصلاة، ولكنها تعود لتفتح مرة أخرى عقب انتهاء الصلاة.

أنشطة يمكنك القيام بها في السوق

• يضم السوق العديد من المتاجر المختلفة التي تأسرك بألوان وأشكال بضائعها الفريدة، وما سوف يجذبك بشكلٍ أقوى تلك المحلات التي تعرض الألبسة التقليدية، حيث تتزيّن بنقوش فريدة من نوعها لتُجسّد تاريخ وثقافة هذه المدينة.
• يُنافس السوق في الأحساء العديد من الأسواق الأُخرى في المدينة، وذلك لأنه يُقدم كل ما يحتاج إليه مرتادي السوق، إذ يضُم متاجر تختص ببيع الأحذية ومحلات تعرض مجموعة جميلة من الحقائب.
• بمقدورك أن تعثر على تشكيلة فريدة من السلع اليدوية في سوق القيصرية بالأحساء ، وحتمًا ستنجذب لرؤية كيف برع الحرفيون في عملها، وربما تودّ اقتناء البعض منها.
• يغدو مفهوم التسوّق مختلفًا إلى حدٍ ما في هذا السوق، نظرًا لتوفيره مختلف احتياجات المتسوّقين، فعلى سبيل المثال سوف تعثُر خلال تجوّلك بين المحلات على متاجر لبيع المستلزمات المنزلية.
• من خلال متاجر التوابل الموجودة في السوق، يُمكنك استكشاف أنواع البهارات والأعشاب الموجودة في هذه المتاجر وما تبيعه من منتجات اُخرى مثيرة للاهتمام.

المطاعم والمقاهي في السوق

لا تقتصر النزهة في هذا السوق على التسوق فقط، بل يوفر السوق لجميع زواره العديد من المطاعم والمقاهي التي يمكنهم الإستمتاع بالجلوس بها، حيث تتعدد المطاعم لتلبي مختلف الأذواق، كما وتوجد الكثير من المقاهي بمختلف أنحاء سوق القيصرية حتى يستطيع الزائر أخذ قسطًا من الراحة في المقهى الذي يريده.

 الأقمشة والملابس في السوق

تتدلى مئات العباءات والفساتين من جدران السوق العالية، بينما الأحذية من الجلد المصنوعة يدويًا، والنعال، والنظارات الشمسية، والساعات متناثرة في كل مكان. وأصبح سوق القيصرية وجهة شعبية للرجال الذين يبحثون عن بشت مصنوع حسب الطلب للمناسبات كالأعياد والأعراس، وبالإضافة إلى ذلك ستجدون أكشاك عديدة تُباع فيها عجينة الحناء ومسابح بجميع الألوان والأنماط، وكلتاهما سلعتان شعبيتان.

الأكشاك المعطرة في السوق

تُعد المباخر التقليدية لحرق العود عنصرًا أساسيًا لتجربة الأسواق العربية القديمة، كما تعتبر تذكارًا جميلًا تُزيَّن به البيوت، لذلك ستجدون في السوق مباخر بجميع الأشكال والأحجام، وأنواعًا عديدة من البخور.

محلات الأطعمة والبهارات في السوق

توجد خارج المحلات أكياس ضخمة من الطحين والأرز، وكذلك سلال مليئة بالليم المجفف، والحبوب، والبقوليات تزين جوانب الشوارع، وعند التجول بين أكشاك المواد الغذائية سوف تجدون سلعًا كثيرة ستجذب انتباهكم، كالزعفران والتمر الهندي، وماء الورد، والهيل، ودبس الرمان.

التحف القديمة والحرف في السوق

تعرض بعض محلات سوق القيصرية العديد من التحف والأواني الفخارية الزاهية الألوان، والتي تستخدم في معظم الأحيان لتزيين المطاعم التراثية، وإن كنت من محبي التحف سيكون عليك التجول حول أطراف سوق القيصرية، حيث يعرض شارع الحدادين الواقع في شمال الرفعة حرفة عريقة ما زالت حية في الهفوف، وفي كل دكان يتفادى الحدادون الشرار وهم يصنعون سكاكين ومناجل وفؤوسًا من أجزاء أنظمة تعليق السيارات القديمة، وبالقرب منها محلات صغيرة يُصلَح فيها كل شيء من المكانس الكهربائية إلى الساعات. 

يقع محل ناجي القطان لبيع التحف القديمة مقابل قصر إبراهيم، وفي كل زاوية من هذا المحل توجد عددًا كبيرًا من التحف والحِلى، مما يشبّهه بمتحف بدون لافتات.