يعد قصر قشلة من أشهر القصور التاريخية في مدينة حائل المملكة العربية السعودية، لذا سنتعرف عزيزي القارئ خلال السطور التالية على أبرز وأهم التفاصيل الخاصة بقصر قشلة.
تاريخ قصر قشلة
شيد هذا القصر في عهد الملك عبد العزيز آل سعود في عام 1360 هجريًا / 1941 ميلاديًا في مدينة حائل. وقد استمر بناء القصر لمدة عام ونصف، بعد ذلك أضيف إليه المسجد ومبنى السجن وبعض الملحقات الأخرى والتي انتهى بناؤها في 1362 للهجرة.
وأكدت المصادر التاريخية أن القصر كان بمثابة مأوى لأفراد الجيش العسكري في عهد الملك المؤسس، لاستتباب الأمن بعد أن وحد البلاد لتصبح تحت راية واحدة، فكان لابد من استمرار استغلال القصر للهدف ذاته حتى 1955م، قبل أن تصبح مقراً لشرطة المنطقة حتى عام 1975م بعدها سُلم المبنى لوكالة الآثار والمتاحف بوزارة التربية والتعليم سابقاً، والتي بادرت بترميمه ودعمه بثمانية أبراج، يبلغ ارتفاع البرج الواحد أكثر من 21 متراً، وتم تجميل مداخله بالزخارف.
وقد انتقلت ملكية القصر من الجيش إلى الشرطة، ومن ثم إلى وكالة ووزارة المعارف، وإلى الآثار والمتاحف، وانتقل أخيراً إلى الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني.
أصل تسمية قصر قشلة
يعود أصل كلمة قشلة إلى الكلمة التركية قيشلة والتي تعني المعسكر الشتوي، وقد أطلقت هذه التسمية في العصر العثماني على قلاع الجنود ومراكز إقامتهم بمدينة حائل، والقلاع عبارة عن ثكنة عسكرية لتدريب وإقامة الجنود بغرض التمرين والإقامة السكنية لحفظ الأمن والاستقرار.
موقع قصر قشلة
يتواجد القصر في وسط مدينة حائل، في قلب المنطقة المركزية، ويعتبر واحد من أهم المزارات السياحية في منطقة حائل.
وتقع مدينة حائل في منطقة جبل اجا غرب وادي الأديرع وفي قلبها تقع بئر سماح المشهورة بغزارة وعذوبة مياهها، وتمتد المدينة على شكل قوس حول جبل السمراء كما يحدها شرقاً وادي المليح المعروف باسم شعيب المليحيه ويحدها من الشمال والغرب جبل أجا. وقد كانت حائل في القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين مركز لإمارة الجبل التي حكمها آل علي ومن بعدهم أسرة آل رشيد، وامتد نفوذها وقت قوتها إلى معظم أرجاء نجد وبعض المناطق المجاورة حتى أسقطها عبد العزيز آل سعود في عام 1921م.
وصف قصر قشلة
تم بناء قصر قشلة من الطين ويأخذ الشكل المستطيل، ويمتد طولاً من الشرق إلى الغرب بطول 241 متراً، وعرضاً من الشمال إلى الجنوب بعرض 141 متراً.
ويتألف القصر من دورين، إذ يضم الدور الأرضي 83 غرفة بالإضافة إلى القبب، بينما يحتوي الدور العلوي على 59 غرفة، فضلًا عن مباني الخدمات الأخرى.
وتطل كافة غرف القصر على ساحة القصر، وفي زواياه أربعة أبراج مربعة الشكل. وفي منتصف الأسوار توجد أربعة أبراج أيضاً تسمى بالأبراج الساندة ويبلغ ارتفاع الأبراج الثمانية 12 متراً. ويتملك القصر مدخلان الأساسي موجود في الواجهة الشرقية وبه عدة زخارف بينما المدخل الثاني يقع بالجهة الجنوبية وهو المستخدم للدخول حاليًا.
وقد القصر شيد القصر وفقًا لأسلوب المدرسة النجدية في البناء ولكن زخارفه الجصية سمة من سمات العمارة التقليدية في حائل، وهذه الزخارف من الجص الزين بالعناصر الهندسية والنباتية. وتبلغ مساحة المبنى ككل 19932 متراً مربعاً. وتتضمن بعض هذه الزخارف كتابات مختلفة، مث: “يعيش مولانا الملك المعظم عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود”.
بناء قصر قشلة
بني القصر من اللبن والحجر على الطراز النجدي السائد آنذاك، إذ يتميز القصر بالزخارف الجصية والتي تمثلت بالعناصر الهندسية والنباتية والتي تعد سمة سائدة من سمات العمارة التقليدية بحائل.
استخدامات قصر قشلة
تم استخدام القصر منذ إنشائه وحتى عام 1375هـ كمقر للحامية العسكرية في المنطقة. ومنذ تاريخ إنشائه وحتى عام 1395هـ أصبح القصر يستخدم كمقرٍ لشرطة المنطقة وبعد ذلك سلمته الشرطة لوكالة الآثار والمتاحف بوزارة المعارف وحول إلى مركز ثقافي. في عيد الفطر من سنة 1427 هجريًا / 2006 ميلاديًا قام أمير منطقة حائل الأمير سعود بن عبد المحسن بافتتاح القصر للزوار.
وفي عام 1422هـ أعلنت وزارة المعارف طرح منافسة لترميم القصر، وتمت ترسيتها على إحدى المؤسسات الوطنية المتخصصة.
علاوة على ذلك، احتضن القصر فعاليات اليوم الوطني لعام 1437هـ برعاية أمير منطقة حائل سعود بن عبد المحسن ونائبه الأمير عبد العزيز بن سعد في حفل اليوم الوطني 86.
التحسينات والترميم في قصر قشلة
في عام 2017، دخل القصر ضمن مشاريع الترميم لبرنامج خادم الحرمين الشريفين للعناية بالتراث الحضاري للمملكة.
قصر قشلة معلم سياحي مهم
حاليًا تحول القصر إلى مزار سياحي وتاريخي مهم يجذب الزوار والسياح إليه سواء من داخل المملكة أو من خارجها، فهو متفرد بطبيعته وطرازه ومعماره المميز الذي يبهر كل من يراه، فقد بني وجهز بمستوى عالٍ جدًا جعله من القصور العريقة إلى يومنا هذا.
وقد خُصصت عدد من غرف القصر لعرض مواد التراث الشعبي والأدوات الشعبية والتراثية، وغرف لإقامة المعارض الخاصة بمنطقة حائل، وتخصيص غرف أخرى لعرض بما هو لدى وكالة الآثار والمنطقة والمواطنين من أروع المعروضات التراثية والأثرية، كذلك تم تخصيص جناح خاص لعرض التطوير الحضاري للمنطقة وجناح آخر لعرض أنواع الأسلحة القديمة والتي كانت تستخدم في حائل.
اقرأ أيضاً: جولة سياحية إلى قصر محيرس