تعد مدينة فيد التاريخية من أبرز المعالم الأثرية في حائل، حيث كانت تحتل المدينة مكانة مميزة في عصور ما قبل الإسلام و حتى بداية عصور الإسلام، لذلك تتواجد بالمدينة العديد من الأثار والنقوش والكتابات على واجهات الجبال والبعض الآخر آثار إسلامية يصل عمرها إلى 1300 عام، وخلال هذا المقال سنتعرف على أهم المعلومات الخاصة بمدينة فيد التاريخية.
موقع مدينة فيد التاريخية
تتواجد المدينة بالجنوب الشرقي من منطقة حائل، وهي على طول طريق الحج الممتد بين بغداد ومكة في درب زبيدة التي اهتمت بتطويرها وهي زوجة الخليفة هارون الرشيد.
تاريخ مدينة فيد
حتى وقت قريب لم تكن مدينة فيد سوى مجموعة من الأطلال تحتوي على الحجارة وبعض الأسوار المدفونة حتى تم التنقيب عنها من قبل الهيئة العامة للسياحة والآثار، إذ تم اكتشاف مجموعة كبيرة من المواقع الآثرية، ويقترح بعض علماء الآثار أن السبب وراء خراب هذه المدينة واختفائها يعود إلى القرن التاسع الميلادي على يد القرامطة.
علاوة على ذلك، كانت المدينة في السابق إحدى ولايات الخلافة العباسية وتعد من أهم محطات الحجاج على طريق زبيدة الأثري.
وصف مدينة فيد التاريخية
تتألف القرية من أنقاض قصر ضخم وعدد من الهياكل التي يمكن تحديدها على أنها قاعات. كما يوجد متحف بالقرب من المدينة يلزم الحصول على تصريح من الهيئة العامة للسياحة والآثار للوصول إلي كامل الموقع، فبدون إذن الهيئة يمكن الوصول إلى المتحف فقط.
المعالم الآثرية في مدينة فيد التاريخية
تم العثور على كنز أثري ضخم في المدينة أثناء عملية التنقيب والحفر من قبل هيئة الأثار والتي يعود أغلبها إلى العصر الإسلامي، وتنوعت تلك المكتشفات ما بين عملات معدنية تعود إلى العصر العباسي من الذهب والفضة وكذلك أشكال متنوعة من الخزف الصيني والبورسلين والأواني الفخارية ذات أحجام مختلفة، وكذلك مجموعة من القطع النحاسية، وأدوات للطعام مثل القدور والمعالق وأباريق وأكواب بالإضافة إلى أدوات للزينة وخلط المساحيق، وقطع مختلفة من الزجاج بألوان وأحجام مختلفة منها الأسود والأخضر والأزرق والأبيض.
علاوة على ذلك، عثر على مجموعة من القناديل والمسارج التي تستخدم في الإضاءة في أشكال وأحجام متنوعة، بجانب قطع فنية من العاج والحجر الصابوني الذي وجد بأحجام وأشكال مختلفة تميزت بالأشكال الهندسية متقنة الصنع، وقد تميزت جميع المكتشفات بالزخارف والألوان المبهرة ودقة التفاصيل التي تدل على مهارة وفن وحرفية والتي يتميز بها معظم المشغولات والتصاميم الإسلامية.
ومن أبرز المعالم الآثرية الخاصة بالمدينة هي:
قصر خراش الأثري
يعتبر قصر خراش من أهم الآثار التي تم الكشف عنها في المدينة، وقد تم بنائه على مساحة تصل إلى ٨٠ متر في ١٣٠ متر وتم استخدام الحجارة السوداء في عملية البناء، ويشمل تصميم القصر حصن دفاعي لحماية قصر حاكم المدينة، لذلك يضم القصر مجموعة من الأبراج الدائرية والنصف دائرية في منتصف الحصن.
كما تم اكتشاف مجموعة من الحفريات في وسط القصر تحت الصخور المتراكمة، كذلك عثر على بقايا القلعة الواقعة في الطرف الشمالي الشرقي من الحصن، ومدخلها يقع على الأرجح في الجهة الجنوبية حيث وجد العديد من الغرف ومرابط للخيل وسكن للجنود وإقامة للزوار، ويوجد أيضًا على مقربة من القصر جامع المدينة القديم وآثار بئرين.
سور الحصن
إنه عبارة عن حصن محاط بسور من الجهة الجنوبية للحصن يمتد من الشرق إلى الغرب بطول 115 متر، ويبلغ سمك جدرانه مترين وبعمق مترين، ويحتوي من الداخل على ثلاثة أبراج تأخذ شكل نصف دائري وتدعم السور من الخارج، أما من الخارج فيحتوي السور على خمس وحدات معمارية تتميز ببناء مميز، وتتواجد هذه الوحدات بجانب السور من الجهة الشمالية في الجزء الغربي من السور، وهي تتكون من حجرتين وفناء ومدخل.
بيوت سكنية قديمة
تتواجد هذه المباني الأثرية القديمة أعلى التلال المرتفعة التي تقع على الجانب الشمالي من وادي فيد، وهي عبارة عن مجموعة من البيوت والمنازل السكنية القديمة ذات التصاميم البسيطة، بجانب مجموعة من الأساسات المعمارية القديمة والتي لم يتبقى منها سوى أجزاء كمعلم تاريخي للمكان.
برك زبيدة
تتواجد هذه البرك على مقربة من المدينة وهي عبارة عن بركتين، أحداها مربعة الشكل والأخرى مستطيلة الشكل، وهي متصلة بقناة في سطح الأرض تصل بالبركة الأخرى، عرضها 40 سم وسمك جدارها 60 سم.
وقد اختفت البركتان بالأتربة ولا يظهر منهما إلا أجزاء بسيطة، وقد استفاد السكان في السابق من هذه البرك، وهي اثنتين من العديد من البرك المنتشرة على جنبات درب زبيدة الذي تم إنشاؤه في طريق الحج، كان السكان قد استفادوا منها في الري وتوفير ما يلزمهم من مياه لدوابهم. كذلك هناك برك أخرى من أبرزها:
- بركة الساقية
- بركة لشفاء
- بركة الحويض
- البرك الخاصة التي تشبه برك الدرب من حيث الحجم وتقنية البناء
المدينة السكنية ذات البيوت القديمة
تحتوي المدينة السكنية على أكثر من مائة وحدة معمارية، وهي عبارة عن أساسات لمباني التي يشكل بعضها وحدات معمارية متكاملة، فضلًا عن وجود منشآت مائية تظهر أساسات مبانيها على السطح مع آثار بئر قديمة، كما توجد بقايا مبنى ضخم يقع في الطرف الشمالي من الموقع وأساسات المباني المنتشرة على سطح الموقع على الضفة الشمالية من وادي فيد من المدينة السكنية غرباً إلى الحصن شرقاً، كذلك آثار المعالم العمرانية لحصن فيد وملحقاته. تتركز مساكن الأهالي في الجهة الغربية من المدينة الأثرية.
الآبار
يوجد أكثر من خمس وأربعين بئر قديم في المدينة تعود للفترة الإسلامية المبكرة، ولا يزال بعضها يستخدم من قبل السكان في ري محاصيلهم، ومن أهم تلك الآبار:
- بئر الحمراء
- بئر الخيمة
- بئر الخويمة
اقرأ أيضاً: جولة سياحية في مدينة الأخدود الأثرية
