يعد قصر الفيحاني أو قصر محمد بن عبد الوهاب الفيحاني عبارة عن قصر أثري تجاوره قلعة دارين، وقد تم ترميم القلعة من قبل محمد بن عبد الوهاب الفيحاني ما بين عامي 1884م و1885م فصارت تعرف باسمه، وخلال هذا المقال سنتعرف على أبرز وأهم التفاصيل الخاصة بقصر الفيحاني.
موقع قصر الفيحاني
يتواجد القصر في قرية دارين بجزيرة تاروت في محافظة القطيف شرق المملكة العربية السعودية.
تاريخ قصر الفيحاني
أخذت قلعة دارين قيمة تاريخية كبيرة خلال قيام الدولة السعودية الأولى والثانية وكذلك في عهد الدولة العثمانية إلا أنها تحولت بملحقات القصر لأنقاض وأكوام حجارة نتيجة تهاوي الجدران وتساقطها على بعضها، ولم يبق منها سوى أساساتها.
وصف قصر الفيحاني
يتميز القصر باحتوائه على مجموعة من الأقواس المصممة على الطراز الإسلامي العباسي، ويمتد القصر على مساحة تصل إلى 8000 متر مربع. ويعد القصر قائم على منتصف قوس ساحل جنوب دارين، ويحتوي على العديد من المرافق والملحقات ومن بينها: مجموعة غرف، مخازن، مجالس، فناء خلفي.
ويحد القصر من الجنوب مسجد صغير بمرتفع صخري ينخفض بشكل تدريجي حتى يتصل بالبحر مباشرة حيث ميناء دارين، ومن الشرق هناك مجموعة من المنازل السكنية ثم جامع دارين الكبير، ومن الشمال يوجد ساحة مفتوحة وغربه منزل مهجور.
أصل تسمية قصر الفيحاني
اشتهرت القلعة باسم محمد بن عبد الوهاب بعد بنائه قصره بجوارها. وعلى الرغم من وجود القلعة في السابق قبل بناء القصر إلا أنه شاع نسبتها إليه علاوة على تسميتها بقلعة دارين. كما اشتهر القصر بأسماء أخري بين الأهالي مثل:
- قصر محمد بن عبد الوهاب الفيحاني
- قصر محمد باشا
- قصر عبد الوهاب باشا
- قصر جاسم بن عبد الوهاب
- قصر الفيحاني
آثار قصر الفيحاني
ينفرد موقع القصر بملحقاته بأنه غني بالآثار التي تعود إلى أزمنة مختلفة. وعلى الرغم من قلة التنقيب في المنطقة إلا أنه وجدت آثارًا فيه شملت:
- عملات قديمة تعود لعصر صدر الإسلام نقش عليها الشهادتان في سبعينات القرن العشرين.
- نقود تمتد إلى العصر الأموي.
- أجزاء من هيكل عظمي يعود عمره لحوالي 200 عام قبل الميلاد.
- جزء من فك وكتف بشري.
تطوير قصر الفيحاني
بقي القصر على حاله حتى أواخر السبعينيات، إذ بدأت الجدران بالتساقط واحدة تلو الأخرى. وبعد تهاوي القصر وتهدمه بدأت هيئة السياحة والآثار بفرعها في المنطقة الشرقية أعمال التنظيف وإزالة الركام والأنقاض.
وبعدها بدأت عملية تحديد حدود وأساسات القصر وساحاته من الجهتين الجنوبية والشرقية، وبدأت عمليات التنقيب من الجهة التي انتهى عندها التنظيف، وفي نفس الوقت بدأت عملية الترميم في الجزء الشمالي الشرقي.
سبتمبر 2011: مطالب أهلية من مهتمين ومؤرخين بالشروع الفعلي في إعادة بناء القصر من قبل هيئة السياحة والآثار، وإعادة بناء المنطقة القديمة وتأهيلها، إذ أن الإهمال قد أدى لزوال بعض البيوت التاريخية التي يتجاوز عمرها 500 عام.
مارس 2013: بدأ فرع الهيئة العامة للسياحة والآثار في المنطقة الشرقية، في إزاحة الركام والأنقاض التي تهاوت داخل المبنى من قصر محمد بن عبد الوهاب. وقد كشفت عمليات إزاحة الركام من بين حجرات وجدران القصر المتهاوية، عن محافظة الموقع على بعض جدرانه وأساسياته. وأكد عمال في الموقع أن عملية التنظيف بدأت قبل نحو عشرة أيام، وقد تستغرق وقتًا قد يمتد لأسابيع. ذكر مدير متحف الدمام عبدالحميد الحشاش أنه سيعقب عملية التنظيف عملية البحث عن وثائق تخص القصر، ومن ثم بدأت بعدها عملية التنقيب.
مايو 2013: إعادة تشكيل ورسم مخطط قلعة دارين: شارك كبار في السن ما يتذكرونه في إعادة رسم مخطط قلعة دارين بأشكاله وأبعاده من أجل الإسهام في مساعدة فريق العمل.
يوليو 2014م: أوضح المسؤول بمكتب التراث العمراني جلال الهارون بأن مرحلة تنظيف الموقع قد انتهت، وتأتي بعدها مرحلة رفع المسوحات وعمل المخططات الهندسية للقلعة بشكل كامل والبيوت التراثية الملحقة بها وأن العمل في ترميم القلعة تطلب جهدًا كبيرًا، جراء تهدم أغلب بنيان القلعة، مما اضطر فريق العمل للرجوع إلى حوالي أربعين صورة تراثية مختلفة لتحديد تفاصيل القلعة وأبوابها والنوافذ والنقوشات فيها بالتعاون مع مكاتب هندسية متخصصة وأنها قد رُفعت لإدارة الهيئة في الرياض.
نوفمبر 2014: التخطيط لترميم قلعة دارين وتسوير كامل القصر منعًا للسرقات. كما تم البدء في أعمال التنقيب بقلعة دارين يوميا لمدة ستة أشهر؛ حيث عمل الفريق الذي يضم مدير متحف الدمام عبدالحميد الحشاش و8 باحثين آخرين على تحديد نوعية المكتشفات والحقب التي تعود إليها وطبيعتها من خلال التحليل والدراسة. وتضمنت المرحلة الأولى التنظيف ورفع الأنقاض وفرز الحجارة ثم تحديد وإيضاح أساسات القصر وباحاته من الجهتين الجنوبية والشرقية، حتى تأتي عملية التنقيب التي ستبدأ من الجهة التي تم الانتهاء من تنظيفها. وتتضمن أعمال التنظيف رفع ما لحق من ضرر بالموقع مثل الأشجار، ورفع الأنقاض والأحجار، إضافةً إلى حفر فريق التنقيب مسافة تصل إلى ثلاثة أمتار ونصف المتر. وأشارت الهيئة إلى أنها وضعت برنامجًا للترميم بالتزامن مع عمليات التنقيب في القلعة الغنية بالآثار المتركزة في جانبها الشمالي الشرقي، وأن برنامجًا كاملًا سيُنفّذ لترميم القلعة وأنّ مراحل الترميم ستأتي على مساحة الموقع كاملًا، التي تبلغ 8 آلاف متر مربع، وستعمل في الوقت نفسه على اكتشاف أي آثار موجودة في القلعة، خلال مدة التنقيب التي قد تستغرق ستة أشهر.
اقرأ أيضاً: دليل شامل عن قصر قشلة