تعد قلعة صاهود من أبرز المباني الأثرية في مدينة المبرز بمحافظة الأحساء في المملكة العربية السعودية. إنها عبارة عن قلعة تقع خارج الأسوار الغربية لمدينة المبرز، وقد اُعيد بنائها بشكل مميز وكانت تستخدم كثكنات للجيش السعودي. وخلال السطور التالية سنتعرف على أبرز وأهم المعلومات الخاصة بقلعة صاهود.
بناة قلعة صاهود
لا يعرف أحد حتي الآن على وجه اليقين من هو أول من قام ببناء هذه القلعة، إلا أن بعض المصادر التاريخية تذكر أن بناء القلعة يرجع إلى أواخر القرن السابع الهجري وأن أول من سكنها هم “بنو خالد” الذين سكنوا مدينة المبرز وجعلوها عاصمة للأحساء أثناء حكم أميرهم “براك” الذي تمكن من طرد الأتراك من الأحساء سنة 1082 هـ. بينما يرى آخرون أن الذي أسسه هو الإمام “سعود بن عبدالعزيز بن محمد” وذلك في العقد الثاني من القرن الثالث عشر الهجري.
موقع قلعة صاهود
تقع القلعة في مدينة المبرز بمحافظة الأحساء في المملكة العربية السعودية.
تاريخ قلعة صاهود
لقد كانت مدينة المبرز طوال تاريخها تعتبر في المقام الأول مدينة زراعية تخدم الإقليم الزراعي الرئيس للأحساء، وقد أُقيمت القلعة من أجل الدفاع عن المدينة وأيضاً الدفاع عن هذه المنطقة الزراعية ضد الغارات التي يقوم بها البدو على تلك المنطقة، وأيضاً لحراسة مضارب وخيام البدو الموسمية التي كانوا يقيمونها في بالحرم قرب المدينة.
لقد وقعت معظم المعارك التي دارت بين الدولة السعودية وبني خالد في الفترة ما بين 1176-1208 ه/ 1762-1793م، ولقد قام السعوديون بأول هجوم لهم على الأحساء في بداية هذه الفترة أي في عام 1176 هـ/1762م، وقد جاء في وصف الحملة العسكرية التي أدت إلى إخراج زعماء بني خالد من الاحساء في عام 1208 هـ/1793م ما سمي بحصار المبرز، وقد أعادت هذه الحملة الهفوف إلى سيطرة الحكم السعودي وبذلك أصبح للقلعة أهمية كبرى في الدفاع عن المداخل الشمالية للعاصمة الجديدة.
بعد ذلك وصف الغزو القادم من الإقليم العثماني في بغداد، والذي كان أول هجوم تقوم به الدولة العثمانية ضد الدولة السعودية في عام 1214 هـ/1799م باسم “حصار صاهود ” لقد كان هذا الحصار من العمليات العسكرية الضخمة التي تعرضت لها حصون الأحساء في العصر الحديث.
لقد كانت القوات السعودية المحاصرة بالقلعة لا يتعدى عددها المائة رجل، بينما كانت القوات العثمانية المرابطة خارج القصر تتجاوز هذا العدد بعشرات المرات، وظلت القوات السعودية تدافع ببسالة وشجاعة نادرة لمدة شهرين بينما كانت تنهمر عليهم نيران المدافع وطلقات بنادق المسكيت لمدة شهر بالكامل، كما كانوا يقومون بسد الأنفاق التي كانت تقوم القوات المحاصرة بحفرها تحت الاسوار من أجل اقتحام الحصن، وقد نجحت بالفعل القوات السعودية المحاصرة في التصدي لجميع المحاولات التي تمت لاختراق السور بالرغم من ذلك الكم الهائل من قذائف المدافع التي كانت تنهمر عليهم.
المثير للاهتمام أن كل تلك المحاولات في اقتحام الحصن لم تفلح، لذا قامت القوات المهاجمة ببناء برج ليتمكنوا بواسطته من إطلاق نيرانهم داخل الحصن، إلا أن القوات السعودية المحاصرة قامت بوضع متاريس في جذوع النخيل لصد نيران المدافع.
وعندما بدأ إصلاح القلعة بعد انسحاب الجيش العثماني وعودته إلى العراق، تم إعادة بنائها بالكامل تقريباً نظرًا للدمار الشديد الذي لحق به والذي أجمعت على حدوثه جميع المصادر التاريخية.
وعندما استولى العثمانيون على الأحساء للمرة الثانية في عام 1288هـ/1871م، أصبحت المبرز منطقة تابعة للهفوف كما تم تخصيص القلعة لتكون مركزًا للشرطة واستبقت بها حامية صغيرة قوامها ستة جنود فقط.
وقد كان القتال الذي دار بين المبرز والعثمانيون في الهفوف عام 1323-1325هـ/1905-1907 م سبباً في إعلاء شأن القلعة ومكانتها. وبعد الاضطرابات والقلاقل التي حدثت في المبرز عام 1323هـ/1905م، قامت مجموعة صغيرة من بدو المبرز بمحاصرة القلعة لمدة يوم فقط ثم عدلوا عن فكرتهم وانصرفوا بعد أن تأكد لهم عدم جدوى ما فعلوه.
ولم يُحدث عودة الحكم السعودي إلى الأحساء في عام 1332هـ/1913م إلا القليل من التغييرات الطفيفة بالقلعة، وبينما كانت القلعة تضم حامية عسكرية كبيرة نوعًا ما في بداية الحكم السعودي إلا أنه عند وصف القتال الذي دار مع العجمان في عام 1334هـ/1915م لم يذكر شيء من هذه الحامية.
وبحلول السلام خلال العقود اللاحقة تضاءلت أهمية القلعة الدفاعية، وفي عام 1370هـ/1950م لم يكن بها سوى حامية صغيرة جدًا كانت تستخدم كثكنة عسكرية، وبعد أن تم تحديث القوات المسلحة السعودية في العقود اللاحقة لم تعد القلعة صالحة حتى لهذا الغرض.
تصميم قلعة صاهود
تشبه القلعة الحصن وهي على شكل مستطيل بطول 125م وعرض 80م بمساحة إجمالية قدرها 10٫000 متر مربع. وقد تم بناء بناء أسوار وأبراج قلعة صاهود بالطوب اللبني بالإضافة إلى طبقة من اللياسة الطينية الخارجية.
وتعد أسوار وأبراج القلعة هي أهم العناصر الدفاعية بها، إذ تم بناؤها على مستوى بين خارجي وداخلي يربطان بعضهما بجذوع النخل لزيادة العملية الدفاعية، ويملأ الفراغ بين السورين بحجارة وطين، وزودت هذه الأسوار بفتحات تتسع لفوهات المدافع لإطلاق النار منها.
أما الأبراج فهي مرتبطة مباشرة بالأسوار وتستخدم للدفاع والمراقبة، وكل برج يتكون من دورين يصعد إلى العلوي من الداخل ولزيادة العملية الدفاعية زود القلعة من الخارج بخندق عميق يصعب من خلاله اقتحام القلعة.
ويقع المدخل الرئيسي للقلعة في الجهة الغربية وهو على نظام المداخل المنكسرة يعلوه غرفة مراقبة مستطيلة المدخل الغرف الخاصة بسكن الجنود، وفي الجنوب الشرقي منها يوجد غرفة المستودع كما يضم القصر بئراً بجوار القلعة لتزويدها بالمياه اللازمة.
ويوجد داخل القلعة غرفة مربعة الشكل تقع على شمال المدخل، كما يوجد مسجد مستطيل له منبر ومحراب يتكون من خمسة أعمدة تحمل أربعة عقود، وتضم القلعة أيضًا مجلساً بالركن الجنوبي الشرقي بجوار البئر بالإضافة إلى إسطبلات بالركن الشمالي الغربي والحمامات تقع بجوار السور الشمالي.
اقرأ أيضاً: ما هي أقدم الآثار التاريخية في السعودية؟