تعتبر منطقة جازان من المناطق الغنية بالتراث والثقافة في المملكة العربية السعودية. يجسد تراث جازان قديما أصالة الماضي وروح العادات والتقاليد التي توارثتها الأجيال عبر الزمن. المنطقة تزخر بفنون العمارة التقليدية والموروث الشعبي الذي يبرز في الفنون والحرف اليدوية، وكذلك في الأزياء الشعبية والمأكولات التقليدية. إذا كنت تتساءل بماذا تشتهر جازان، فهي تشتهر بالفنون الفلكلورية مثل العرضة الجيزانية والزراعة، خاصة زراعة البن والموز. هذا المقال سيسلط الضوء على جوانب تراث جيزاني، وما يميز هذه المنطقة من تراث عريق وجمال ثقافي ينعكس في كل تفاصيل الحياة اليومية.
تشتهر مدينة جازان في المملكة العربية السعودية بعدد من الفنون والعادات التي تميزها عن أي مدينة أخرى، سواء في الجانب المعماري أو في الملابس وأدوات الزينة أو حتى في العادات اليومية، وفي مقالنا هذا نركز على عرض تراث جازان.
تراث جيزاني
اشتهرت مدينة جازان بالتراث سواء في الفنون الشعبية أو الرقصات والملابس التقليدية الخاصة بهم والتي ميزّتهم عن مدن المملكة الأخرى، فضلاً على المهن والحرف التي تتواجد بكثرة في المدينة.
بماذا تشتهر جازان؟ معلومات عن تراث جازان قديما الشعبي
نذكر لكم أبرز المعلومات التي تميز تراث جازان قديما عن مناطق المملكة الأخرى، وتأخذ الزوار في جولة بديعة تشعرهم وكأنهم في بقعة خارج المملكة بالكامل، وهي:
تراث جيزاني: الحرف والمهن
تعدُ الحرف والمهن اليدوية من أبرز تراث جازان، حيث اشتهرت بعدد من الحرف والصناعات التقليدية المختلفة، التي اعتمدت على توفير بيئة محليّة مصنوعة من مواد أولية.
ومن هذه المهن الشهيرة؛ صناعة الفخار وعصر السمسم وصناعة أدوات الحرثة والمعدات الخاصة بها، بالإضافة إلى الصناعات الخطفية التقليدية وصناعة القوارب الخشبية والعديد من الصناعات الحجرية.
ولا تزال هذه الصناعات قائمة حتى الآن ويمكن مشاهدتها والتعرف عليها عن قرب من خلال زيارة مدينة جازان.
تابع أيضاً: المدينه العاليه في ابها.
الرقصات الشعبية:
الرقصات والأهازيج تميز تراث جازان، إذ تشتهر المدينة بالعديد من الرقصات الشعبية التي لا توجد في أي مدينة أخرى ، وتشتهر هذه الرقصات بأنها تقام من دون شعر، وقد يصحب بعضها بعض الأناشيد والأشعار المحلية.
ومن أكثر الرقصات الشعبية شيوعاً في المدينة؛ العرضة – السيف – الزيفة – المغشي – الدانة – الزامل – الجبلية – الغزاوي – الهعمة – المرعة – الجحلي وغيرها، ويتم تنظيم عدد من الاحتفالات التقليدية للسياح وعرض هذه الرقصات بها.
الفن المعماري:
يعدُ الفن المعماري أحد أهم جوانب تراث جازان، وينقسم إلى ثلاثة؛ السهلي، الجبلي، الساحلي، بالإضافة إلى نمط العمارة التقليدي الذي يوجد في جزيرة فرسان.
ويتميز الجزء السهلي في معمار جازان؛ بأن السكن به بسيط وكبير الحجم والطول مع العناية بالتصاميم الخارجية والتصاميم الزخرفية والنقوش من الداخل المميزة.
بينما يتميز الجزء الساحلي بتنوع العمارة به ومناسبته للبيئة الساحلية التي يقع بها، وتم بناء المنازل من الطوب الأحمر المكسو بالجص، ويتميز الجزء الجبلي بأن المباني تغلب عليها الأحجار والطين والخشب المتوفر في المنطقة الجبلية بصورة كبيرة.
يمكن رؤية هذا التنوع الكبير من خلال زيارة أحياء جازان المختلفة والتعرف على طبيعة معمار كل منزل والتدقيق به للتعرف على هذا التراث العريق.
شاهد أيضاً: أقدم المواقع الأثرية في السعودية.
المأكولات الشعبية:
يتميز تراث جازان قديما باختلاف المأكولات الشعبية به إذ تتميز المنطقة الساحلية بالأسماك والمأكولات البحرية التي يتم صيدها أو ما يأتي من منتجات اللحوم والعسل من الجبال.
بينما الجزء السهلي يتجه إلى الحبوب والخضراوات واللحوم والدواجن، وهو ما ساهم في تنوع الأصناف على مائدة أهالي جازان.
الملابس الرجالية والنسائية:
يتميز تراث جازان قديما بالملابس الرجالية والنسائية التي تختلف عن ملابس مناطق المملكة الأخرى، وتغلب الملابس التقليدية في مناطق جازان المختلفة
الزّي الرجالي في جازان؛ يتكون الزّي من قطعتين: المئزر (ويُسمى أيضًا الحوك) والشميز، ويلبس بعضهم أيضًا الشال (وهو قماش مربع الشكل، مطرّز، أبيض اللون أو أصفر، يشبه “الغترة”، ويتكون اللباس التقليدي القديم من المئزر، وصدرية من قماش البفتة البيضاء.
الزّي النسائي لأهالي جازان؛ يتكون من الكُرْتَة (وهي أشبه بالفستان الطويل المطرز بالسين الملون أو القطني غير المطرز)، والسديرية، ثم المِصَرّ الذي يغطي الرأس، والمِقْلمَة (وتُسمى أيضًا القُطَاعَة) وهي المقلمية السوداء التي تغطي الرأس والأكتاف، وأحيانًا تغطي المُسنَّات من النساء رؤوسهن بقطعة من القماش نفسه الذي تُصنع منه الكرتة.
يشار إلى أن عادات الاحتفالات والزواج ضمن تراث جازان قديما لا تختلف كثيراً عن المناطق الأخرى، إذ كانوا في الماضي يبحثون عن بنات العمومة والأقارب ومن ثم بطلب خطبتها من أبيها وتتم مراسم الزواج وتتزين العروس بالحلى.
عرضنا لكم أهم العناصر التي تميز تراث جازان قديما عن مناطق المملكة الأخرى، وذلك للتعرف على المدينة التي مرّ عليها الكثير من الحضارات الإنسانية وزيارتها للاستمتاع بهذه العادات والتقاليد المختلفة عن باقي المملكة.
كما تشتهر جازان بزراعة المحاصيل الزراعية حتى الآن وتصديرها لباقي مدن المملكة أو استعمالها في المأكولات الشعبية وتوزيعها في المنطقة، وصناعة منها المأكولات الشعبية الشهيرة.
تابع أيضاً: مشاريع رؤية 2030.
يعتبر تراث جازان قديما من أهم مظاهر الثقافة السعودية، حيث تعكس كل قطعة من تراثها أصالة وتاريخًا يمتد لعصور. سواء من خلال الفنون التقليدية أو العمارة أو الموروث الشعبي أو بماذا تشتهر جازان، يظل تراث جيزاني علامة مميزة في ثقافة المملكة.