اكتسبت القهوة العربية شهرة واسعة في الشرق الأوسط وفي العالم، وباتت تُعرف بـ”القهوة السعودية”؛ وذلك تعدُ رمزاً خاصاً بالثقافة السعودية، وعلامة مميزة للمملكة، وفي السطور التالية نعرض لكم كل ما يخص القهوة العربي.

القهوة العربي

تعدُ القهوة العربي تراث شعبي خاص بالسعودية، وعلامة تميز المملكة سواء من خلال زراعتها أو من خلال طرق إعدادها وتقديمها للضيوف.

كما أن القهوة العربي تعدً رمز من رموز الضيافة السعودية، إذ يتقدم بصفة أساسية للضيوف مع التمور المختلفة.

وتتميز المملكة بزراعة أعداد كبيرة من البن سنوياً والتي تصل إلى 800 طن من 600 مزرعة سعودية، وتسعى المملكة لزيادة هذه الكمية خلال عام 2025؛ وذلك لاعتبارها عنصر ثقافي مرتبط بالهوية السعودية.

وأطلقت السعودية على عام 2022 عام “القهوة السعودية”، الذي استهدف تسليط الضوء على القهوة العربي وأنواعها المختلفة في مناطق المملكة، بالإضافة إلى تاريخها والإرث الثقافي لها في المجتمع السعودي.

ومن أسباب تغيير اسم القهوة العربي إلى القهوة السعودية؛ هو التأكيد على العلاقة القوية التي تربط القهوة والهوية السعودية بداية من زراعتها وحتى حصادها وتحميصها وإعدادها وتقديمها للضيوف.

كما أن كميات القهوة التي تتوافر في السعودية أكبر كمية يمكن تواجدها في أي دولة أخرى على مستوى العالم.

وأكثر ما يميز القهوة العربي في السعودية هو اختلاف مذاقها ولونها باختلاف المنطقة التي تقدم بها، حيث تعتمد كل منطقة من مناطق السعودية على طريقة إعداد معينة تميزها.

وترحب رائحة القهوة الزكية بالضيوف والزوار، والتي تتميز برائحة الهيل ممزوجة بالزعفران والبخور والمسك والعنبر.

ولا تخلو أي مناسبة أو احتفالية في المجتمع السعودي من تقديم القهوة العربية والتمر الذي يعدُ ظل مرافق ولازم لها منذ قديم الأزل حتى وقتنا هذا.

مسميات القهوة العربي قديماً

تميزت القهوة السعودية بعدة أسماء قديمة اندثرت اليوم، ويحمّل كل اسم دلالة معينة وخاصة وكانت متداولة بين العامة، وهي:

• فنجان “الهيف”: وهو مسمى يطلق على فنجان القهوة الذى يشربه المضيف أمام ضيوفه لإثبات سلامة القهوة.
• فنجان “الكيف”: هو فنجان يشربه الضيف يتلذذ بطعم القهوة وجودتها به.
• فنجان “الضيف”: وهو فنجان القهوة الذي يقدم للضيوف وعبر عن الكرم السعودية وحسن الضيافة.
• فنجان “السيف”: وهو مسمى يطلق على فنجان القهوة الذي يعدُ تعاهد بين المضيف والضيف على التآزر في الشدائد.

كيف تصنع القهوة السعودية

يوجد مجموعة من الوصفات التي يتم تصنيع القهوة العربية بها، والسعودية بشكل خاص وهو ما يمنحها مذاق رائع ومميز للغاية.

وقبل صنع القهوة يتم اختيار حبوب البن المحمصة بدرجة بين المتوسطة وعالية التحميص، وهو ما يفرق في مذاق القهوة، وتعتمد كل منطقة من مناطق السعودية على إضافة مكونات محددة تغير من مذاق القهوة.

أما عن الوصفة التقليدية والمتبعة لصنع القهوة العربي فهو من خلال وضع الدالة ووضع الماء بها وغليه ومن ثم وضع السكر بالمقدار الذي يرغب به الضيف، ومن ثم يتم وضع حبوب القهوة وتركها تغلي مع الماء.

ويضاف إلى القهوة في كثير من الأحيان الهيل أو الزعفران أو القرفة أو القرنفل، وتقدم في فنجان مخصصة للاستمتاع بمذاق القهوة العربية.

ويتم ملء الجزء السفلي من الفنجان وتقديم التمر السعودي بجانب القهوة وذلك لكسر مرارة القهوة.

كما تختلف طريقة صنع القهوة، إذ يعتمد أهالي  منطقة نجد على إضافة الهيل والزعفران فقط، بينما يضيف أهل الجنوب القرفة والزنجبيل والقرنفل للقهوة، ويكتفي سكان المنطقة الغربية بإضافة البن والهيل فقط.

وأصبح عشاق القهوة ابتكار طرق حديثة ومبتكرة لصنع القهوة وذلك من خلال إضافة الحليب أو مبيض القهوة، وغيرها من العناصر التي تزيد من مذاق القهوة العربي.

أصول تقديم القهوة العربي

يوجد مجموعة من الأصول والعادات التي يجب اتباعها خلال تقديم القهوة السعودية للضيوف، والتي يلتزم بها كافة الفئات في السعودية، وهي:

• مسك دلة القهوة باليد اليسرى، ولا ينبغي إمساك الدالة باليد اليمنى نهائياً؛ لأن ذلك يعدُ بمثابة مهانة للضيوف.
• مسك الفنجان باليد اليمنى وصب القهوة به.
• تقديم القهوة والمضيف يقف أمام الضيوف.
• تقدم القهوة للأشخاص الأكبر سناً في الجلسة أو من اليمين إلى اليسار، ويجب مراعاة تقديم القهوة العربي للكبار أولاً، وفي حال حدوث ذلك قد يعاب على المضيف من قبل الحضور.
• تقديم القهوة السعودية في فنجان جديدة وليست مخدوشة أو مكسورة لأن ذلك يعدُ إهانة للضيوف.
• تقديم التمور المختلفة بجانب القهوة، وذلك لكسر المرارة التي قد يشعر بها المضيف أثناء تناول القهوة.

وتقدم القهوة العربية في المناسبات والجلسات القبلية، ويحظر على المضيف ألا يقوم بتناول القهوة المقدمة له من قبل المضيف إذ تعدُ دلالة ورمز غير مقبول، بالإضافة إلى عدم طلب شرب الماء بعد القهوة لأن ذلك يعبر عن أن القهوة لم تكن جيدة.

ومن عادات تقديم القهوة أيضاً أن يتم ملء ربع الفنجان وفي بعض الأوقات يتم ملي نصف الفنجان، ويجب على المضيف أن يتابع ضيفه ويصب له القهوة مرة أخرى إذا طلب.

وفي بعض القبائل تعتمد على كسر الفنجان بعد تناول الضيف القهوة به، وهو ما يعبر عن جودة القهوة ومذاقها الرائع ومعزته عند المضيف بأنه لن يشرب ضيف آخر في هذا الفنجان بعده.

قدمنا لكم كل ما يخص القهوة العربية وارتباطها الوثيق بالهوية السعودية وأصول تقديم القهوة وصنعها.

 اقرأ أيضاً: قصة حطام سفينة جورجيوس جي