أعلنت المملكة العربية السعودية عن اكتشاف نقش رمسيس الثالث على أراضيها بنهاية عام 2010، وقد تميز هذا الاكتشاف بأنه أول نقش هيروغليفي في الجزيرة العربية، وخلال هذا المقال سمنعرف على أبرز وأهم التفاصيل الخاصة بنقش رمسيس الثالث.

موقع نقش رمسيس الثالث

يتواجد هذا النقش على صخرة ثابتة في منطقة تيماء شمال السعودية. وقد اكتشف هذا النقش مدونة الرحلات البريطانية “شيلا راسل” التي كانت تتمتع بشغف كبير بالتاريخ والثقافة والجمال الطبيعي في المملكة العربية السعودية، إذ تقضي ساعات طوال في البحث عبر البرديات والنظر في النقوش والخرائط القديمة، بالإضافة إلى مصادر أخرى للمعلومات المتاحة.

تاريخ نقش رمسيس الثالث

يتضمن النقش الفرعوني على خرطوش للملك رمسيس الثالث، الذي حكم مصر في الفترة بين 1192 و1160 قبل الميلاد.

بذلك يعود تاريخ النقش إلى أكثر ما يقارب 3500 عام، ويعكس هذه العلاقات التجارية التاريخية بين مصر والجزيرة العربية عام 1192قبل الميلاد، وذلك من خلال القوافل المصرية التي تسافر إلى تيماء محملة بالذهب والفضة والنحاس والبخور.

وصف نقش رمسيس الثالث

يأتي النقش على شكل بيضاوي، ويشير إلى أن النص المرفق هو اسم ملكي. ويتسم النقش بأنه منحوت بشكل دقيق وعميق للغاية، يناسب مكانة الفرعون الذي تخلد ذكراه، على حد تعبيرها.

العلاقة بين الجزيرة العربية ومصر

تمكنت دراسات أثرية من اكتشاف طريق تجاري يربط بين وادي النيل في مصر بتيماء في الجزيرة العربية، وقد كان هذا الاكتشاف عبارة عن طريق للقوافل لنقل البضائع الثمينة التي اشتهرت بها أرض مدين.

وقد كان الطريق التجاري التاريخي يمر بميناء القلزم ثم السويس، مروراً بسرابيط الخادم عابراً سيناء وصلاً إلى منهل وادي أبو غضا، ومن ثم يتجه إلى رأس خليج العقبة ثم بعد ذلك موقعي نهل وتمنية.

وتبعد تيماء حوالي 264 كم الجنوب الشرقي من مدينة تبوك وتتبعها إدارياً، بينما تبعد 420 كم عن المدينة المنورة، وتبعد 150 كم عن العلا.

وتضم تيماء التابعة لمنطقة تبوك شمال السعودية، حوالي 46 موقعاً أثرياً، وعُثر بها على آثار مختلفة يعود بعضها إلى نحو 500 ألف عام، من بينها متحجرات لكائنات منقرضة، وآثار الحضارات ما قبل التاريخ، إذ كانت المدينة واحدة من المدن الرئيسية على طريق التجارة بين مصر وبلاد الرافدين.

معالم أثرية بتيماء

استوطن تيماء وبناها العرب القدماء من الثموديين والعماليق، وتعد محافظة تيماء من المحافظات الغنية بالآثار التاريخية، التي تعكس ثراءها العمراني والثقافي والحضاري، لذلك بالإضافة إلى نقش رمسيس الثالث يوجد:

حفريات أثرية

اكتشف مجموعة من العظام البشرية التي يعود تاريخها لما يقارب 90 ألف سنة، وتعتبر هذه العظام أقدم العظام بشرية في المنطقة، فضلًا عن العثور على أنياب ضمن مجموعة حفريات لحيوانات كانت تعيش بين بحيرات واحة تيماء يزيد عمرها عن 500 ألف عام.

بئر هداج

يعد هذا البئر من أشهر وأقدم الآبار الموجودة في المملكة العربية السعودية، إذ يعود تاريخه إلى القرن 19 قبل الميلاد.

سور شاهق

هذا السور عبارة عن سور أثري فخم وشاهق يحيط جميع جهات واحة تيماء، وقد شيد في القرن 19 قبل الميلاد. ويعتبر هذا السوق وفقًا للدراسات والأبحاث التاريخية أطول وأضخم سور في الشرق الأوسط والعالم، إذ يبلغ طوله ما يقارب 13 كيلومتر.

قلعة الشهوان

تتبع هذه القلعة لعائلة الشهوان في تيماء، وتتألق وسط المدينة بسبب تصميمها المعماري الفريد.

قصر الأبلق

كان يتملك هذا القصر “أل بن عادياء الأزدي”، الذي اشتهر بحفظ الأمانة والوفاء، ويعد هذا القصر ثالث موقع أثري في تيماء.

 مقابر عديدة

هناك العديد من المقابر المتواجدة في الجهة الجنوبية من الواحة خارج السور الأثري، وتدل هذه المقابر على الحضارة التي كانت موجودة بهذه المنطق، إذ قاموا ببناء العديد من الأبراج والأسواق والمزارع في هذه المنطقة.

معبد الحمراء

شيد هذا المعبد علي تل يتواجد في آخر السور المحيط من الجهة الشمالية الغربية لواحة تيماء، كذلك تم العثور على مقتنيات أثرية أشهرها مكعب تيما.

قصر البجيدي

يعود هذا القصر إلى العصر العباشي، وقد كان أول قصر إسلامي في تيماء، ويتميز القصر بأنه مربع الشكل وفي أركانه توجد عدة أبراج.

قصر الرضم

شيد هذا القصر خلال منتصف الألف الأول قبل الميلاد، في القرن السادس قبل الميلاد تقريبًا. ويظهر القصر على مربع شكل، وهو مكون من حجارة مصقولة ذو دعامات من الخارج، وعرض جدارنه يصل إلى مترين.

تطوير تيماء

وأخيرًا على الرغم من أن تيماء تعد منطقة زاخرة بالمعالم السياحية، إلا أنها شهدت في السنوات الأخيرة قفزة حضارية مبهرة وقد رعى هذا التقدم الشامل في تيماء صاحب السمو الملكي الأمير فهد بن سلطان أمير منطقة تبوك، الذي أولى تيماء اهتمامًا كبيرًا وعنايته ورعاها بالمتابعة الدائمة والعمل الدؤوب المستمر فتبدلت أحوالها من حسن إلى أحسن.

وقد وكبت تيماء طور التقدم والرقي وخطت خطوات مطردة نحو التقدم والرقى، وهناك عدد من المشروعات التنموية، التي وضع حجر الأساس لها الأمير فهد بن سلطان تصل تكلفتها جميعا إلى أكثر من مليار و77 مليون فقد وضع سموه حجر الأساس لمشروع التوسعة الخامسة لمحطة التوليد لفرع الشركة السعودية للكهرباء بالمحافظة بتكلفة اجمالية قدرها (86 مليون ريال) وهي أكبر توسعة يشهدها قطاع الكهرباء في تيماء، أما في مجال الخدمات البلدية فهناك مشاريع جاري تنفيذها تصل تكلفتها 146 مليون ريال، من ضمنها السفلته والارصفه ومشروع درء أخطار السيول وتصريف مياه الأمطار وإنشاء أسواق مركزية (للخضار والمواشي) وتطوير المنطقة المركزية والمركزالتاريخي الحضاري لهداج. أما بالنسبة لمجال الصحة فهناك مستشفى تيماء العام الذي يتسع لمائة سرير.

اقرأ أيضاً: دادان مملكة حضارية وسط صحراء الجزيرة العربية