تعد مدينة العلا إحدى مدن المملكة العربية السعودية التي تقع شمال غرب المملكة، وتتبع إدارياً لإمارة منطقة المدينة المنورة، وللعلا أهمية كبيرة؛ حيث نزل بها النبي محمد صلي الله عليه وسلم في طريقه إلى غزوة تبوك، وحدد بها مكاناً لمسجد وضع حدوده بالعظام فبناه أهلها بعد ذلك وأسموه مسجد العظام.

ويرجع سبب تسميتها بالعلا أنه كان بها عينان مشهورتان بالماء العذب هما المعلق وتدعل، وكان على منبع المعلق نخلات شاهقات العلو يطلق عليها العلي. وتقع مدينة العلا بين جبلين كبيرين على واد خصب التربة، تزرع فيه النخيل والحمضيات والفواكه كما تتوفر المياه الجوفية علي مسافات قريبة رغم الشح الكبير في الأمطار، وهي من ضمن المواقع الأثرية المسجلة بمنظمة اليونسكو، وهي عاصمة الأنباط الثانية قديما، ومناخها قاري حار صيفاً وبارد شتاءً يتبعها قرابة 300 قرية.

موقع العلا

تقع مدينة العلا بين مرتفعات جبلية تحدها من الشرق والغرب حيث يمتد منها جهة الجنوب. وترتبط العلا بالمدن المحيطة بها بطرق زراعية فتبعد عن المدينة المنورة تقريباً 300 كم، وعن الوجه 200 كم، وعن تبوك 250 كم، وعن حائل قرابة 400 كم، وخيبر 200 كم، والجهراء 90 كم.

من هم أهم قبائل منطقة العلا؟

يسكن مدينة العلا العديد من القبائل المعروفة والمشهورة بالمملكة العربية السعودية. ويبلغ عدد سكانها حسب إحصائيات عام 2021 أكثر من 56 ألف نسمة، والذين يرجعون لعائلات وقبائل متنوعة؛ حيث تسكن العديد من القبائل المعروفة في محافظة العلا، والتي تعود غالبية أصولها إلى قبيلة ثمود. ومن أهم هذه القبائل ما يلي:

• قبيلة البدنة.
• قبيلة العواد.
• قبيلة السلامة.
• قبيلة الزحوف.
• قبيلة الوهيبة.
• قبيلة الحمد.
• قبيلة البدير.
• قبيلة التيامنة.
• قبيلة العلي.
• قبيلة النافع.
• قبيلة الأسيرة.

من هو أمير منطقة العلا؟

يعد صاحب السمو الأمير “بدر بن عبد الله بن محمد بن فرحان آل سعود”، هو محافظ الهيئة الملكية لمحافظة العلا، وهو أول وزير للثقافة في المملكة العربية السعودية، حيث تولى سموه هذا المنصب عند استحداثه في الثاني من يونيو 2018.

وبالإضافة إلى مهامه الوزارية، فقد تولي سمو الأمير عدداً من المناصب والأدوار البارزة في المملكة العربية السعودية، مثل: رئيس مجلس إدارة المجموعة السعودية للأبحاث والتسويق، إحدى أكبر شركات النشر الإعلامي في منطقة الشرق الأوسط.

متى تم تطوير مشروع العلا؟

خلال زيارة ولي العهد السعودي الأمير “محمد بن سلمان” إلى فرنسا يومي 9 و10 أبريل 2018، تم التوقيع على اتفاقية بين حكومتي البلدين حول مشروع تطوير محافظة العلا.

وفي فبراير 2019 أطلق سمو الأمير رؤية العلا التي تهدف إلى تطويرها بطريقة مسؤولة لتحويلھا إلى وجھة عالمية للتراث، مع الحفاظ على التراث الطبيعي والثقافي في المنطقة بالتعاون مع المجتمع المحلي وفريق من الخبراء العالميين.

ويسلط ھذا التعاون الضوء على رؤية مشتركة بين البلدين لحماية وتعزيز التراث الثقافي، وتعزيز المعرفة العلمية، وفتح طرق جديدة للسياحة المستدامة حول ھذا الموقع الأثري الفريد.

وقد تم اختيار منطقة العلا بسبب جمالها الطبيعي وتراثها الإنساني الفريد. إنها منطقة تحتوي على مدافن منحوتة وتشكيلات من الصخور الرملية والآثار ومعالم التطور التاريخي. كما أنها تضم معالم تاريخية إنسانية غير مستكشفة يتجاوز عمرها 200 ألف عام، وفيها كذلك مدينة الحِجر القديمة، التي سُجلت بوصفها أول موقع تراث عالمي لليونسكو في المملكة العربية السعودية، ومملكتا لحيان ودادان الأثريتان اللتان ساهمت نصوصهما المكتشفة في تطوير اللغة العربية، إضافة إلى العلا القديمة التي كانت تعد نقطة استراحة للحجاج منذ عام 1100 م.

تتبع خطة الهيئة الملكية لمحافظة العلا نهجاً دقيقاً ومستداماً على المدى الطويل يراعي التنمية الحضارية والاقتصادية والتراثية، مع الحفاظ على الطابع الطبيعي والتاريخي الرائع للمنطقة التي تشرع أبوابها بوصفها مكانًا مهيأ للعيش والعمل والزيارة.

وتتضمن الخطة مجموعة واسعة من المبادرات في مجالات الآثار والسياحة والثقافة والتعليم والفنون، والتي تساهم في التنوع الاقتصادي، وتمكين المجتمع المحلي والحفاظ على التراث.

مشروع العلا ٢٠٣٠

وفي زخم تطوير العلا أطلق سمو ولي العهد الأمير “محمد بن سلمان” الرؤية التصميمية لبرنامج تطوير العلا ويتكون من 3 مراحل رئيسة وسوف تكتمل المرحلة الأولى بمشيئة الله في 2023 ومن مخرجاتها تطوير مدينة العلا حتى تصبح وجهة عالمية في المجال التراثي والثقافي والفني والطبيعي، لتكون نتائجه مستقبلاً تنموياً مزدهراً يتناغم بين الإنسان والطبيعة، ويحافظ على الإرث الثقافي والحضاري العالمي، ويعزز فرص الاستثمار ودعم النمو الاقتصادي المستدام.

تكلفة مشروع العلا

يشار إلى أن مخطط “رحلة عبر الزمن” هو الأول ضمن سلسلة من مخططات التطوير الحضري والعمراني للعلا، ويركز على إعادة تأهيل وإحياء الإرث الطبيعي والثقافي للعلا بشكل مسؤول.

وعند اكتمال مشروع العلا في العام 2035، ستسهم استراتيجية التطوير الشاملة في خلق 38000 وظيفة جديدة، بما يتماشى مع النمو المتوقع للكثافة السكانية لنحو 130000 نسمة، علاوة على المساهمة بنحو 32 مليار دولار (120 مليار ريال) في الناتج المحلي الإجمالي للمملكة.

كذلك، ستسهم هذه الفرص الفريدة في تحفيز وتسريع وتيرة الأعمال والاستثمار للشركاء الذين يتمتعون بنفس قيم الهيئة الملكية لمحافظة العلا في مجال الاستدامة والتنمية المسؤولة والاندماج المجتمعي.

أهداف مشروع العلا

تتمثل أهداف مشروع تطوير العلا في ثلاثة أهداف وهي:

الهدف الأول: تطوير العلا كمتحف حي ووجهة عالمية للسياحة التاريخية والتراثية والثقافية والطبيعية مع التركيز على الاستدامة والشمولية المجتمعية مما يوفر للزوار تجربة غامرة وجديرة بالثقة.

الهدف الثاني: إعداد مجتمع العلا كأساس للتحول الذي تشهده منطقة العلا سيشمل ذلك الاقتصاد المحلي المتنوع الذي يعمل بشكل رئيس على السياحة والزراعة والخدمات اللوجستية والضيافة والفنون والثقافة، مع تمكين المجتمع من خلال برامج التدريب والتعليم وتنمية المهارات.

الهدف الثالث: ضمان استدامة هذه الوجهة السياحية للأجيال المقبلة من خلال التطوير المستمر، واستحداث مشاريع تستهدف الحفاظ على البيئة وإدارة المياه وإعادة توطين النباتات والحيوانات.