تعد قلعة القطيف أو قلعة تاروت قلعة أثرية عريقة بالمملكة العربية السعودية، ويرجع تاريخ بناء القلعة إلى القرن الثالث الميلادي على يد الساسانيين، ثم اتخذها العثمانيون من بعدهم قاعدة عسكرية ونقطةً دفاعية في الخليج العربي بعد ترميمها لها في القرن السابع عشر الميلادي سنة 1630م/1039 هـ، ثم أصبحت بعد ذلك مستودع للبضائع، وفي وقت لاحق مقر للسكن.

أصل تسمية قلعة القطيف

ترجع تسمية القلعة بقلعة القطيف إلى الموقع المتواجدة به، إذ تقع في مركز مدينة القطيف هذا بالإضافة إلى كونها المدينة الرئيسة في القطيف سابقًا المعروفة بقوة تحصينها، كما أنها عرِفت بالعديد من المسميات الأخرى التي أطلقها عليها سكانها وتداولها، من ضمنها: القطيف، القلعة، الفرضة، المحفوظة، حاضرة القطيف، قصبة القطيف.

موقع قلعة القطيف

تقع قلعة القطيف على مرتفع من الأرض في قلب مدينة القطيف، شرق المملكة العربية السعودية، وهي مدينة كباقي مدن المملكة كالدمام، الخبر، المدينة المنورة.

تقع قلعة القطيف على تل مرتفع وإليها كانت توجه جداول البيوت وانصباب المياه، كما كانت تحيطها واحة القطيف بأشجار النخيل والمزارع على منتصف الشاطئ الموازي للواحة في السابق.

وعلى الرغم من أن قلعة القطيف كانت على ضفاف البحر من الجانب الشرقي إلا أن مد البحر لم يكن يدخل بيوتها حتى وقت ارتفاع المد بأواسط وأواخر الشهر القمري. وكانت تظهر طبيعة أرض التل المرتفع القاسية عند حفر الآبار داخل القلعة، إذ كانت تستغرق العملية زمنًا لقطع وتكسير الصخور ومن ثم نزح الرمل إلى حين الوصول إلى الماء.

وقد كان عمق آبار القلعة من سطح الأرض إلى الماء الجوفي يتراوح بين خمسة إلى ثمانية أمتار.

حاليًا تقع القلعة بامتداد شارع الملك عبد العزيز طولاً إلى بلدية محافظة القطيف ومن ثم سوق السمك إلى تقاطع موقع البريد والبرق.

تصميم قلعة القطيف

تعد القلعة بيضاوية الشكل ذات سور حجري منيع تحيط منطقة سكنية مكتظة بالمنازل والمباني، وواجهتها الشمالية والجنوبية تصل إلى حوالي 365 متر، كما قدر عدد سكانها بـ 5000 نسمة وأسواقها بحوالي 300 محل تجاري.

أبراج قلعة القطيف

تمتلك قلعة القطيف 11 برج عالي مستدير الشكل في كل ركن من أركانها يبرز بين جوانب وزوايا السور وكل برج منها مزود بالغرف والاستراحات ومحلات الخدمات.

ويربط بين الأبراج جسر على امتداد السور بعرض مترين في أعلاه، إذ ينتقل عليه الحراس بخيولهم أثناء الليل من برج إلى برج للمراقبة.

أسوار قلعة القطيف

يعتبر سور القلعة سور منيع مبني من الصخور والحجارة، وهو شاهق الارتفاع إذ يبلغ ارتفاعه ما يقارب 10 أمتار؛ وقد شيد لحماية القلعة فقد كان سد منيع لصد الهجمات والغارات.

بوابات قلعة القطيف

تمتلك القلعة أربع بوابات ضخمة ومصفحة بالحديد وعند كل بوابة يوجد حارس يغلقها بعد صلاة العشاء ويفتحها في الفجر في أوقات السلم. وتتمثل بوابات القلعة في منها:

1-   بوابة تقع شرق القلعة تجاه ميناء البحر، وهي المنفذ الوحيد لمينائها وبعدها شرقاً يقع البحر.

2-   بوابة في الغرب تصل القلعة بواحة القطيف والريف.

3-   بوابة الشمال الشرقي والتي تصلها بحصن صغير يقع بجانبه من ناحية الشمال وهي المدخل إلى الكوت.

سارية قلعة القطيف

كانت معلقة في السور من الداخل، قبل نهايته بحوالي 2.5 متر، وعرضها بحدود مترين، وتربط الأبراج بعضها ببعض، وتعلوها فتحات للنظر وتصويب الرمي من البنادق، فإذا ما أُمطر العدو الغازي بوابل من الرصاص تراجع على أعقابه.

أحياء قلعة القطيف

تنقسم القلعة إلى أربعة أحياء رئيسية وهي: الخان في الجنوب الغربي، وحي الزريب في الشمال الغربي، والوارش في الشمال الشرقي، وحي السدرة في الجنوب الشرقي تتخللها طرق ضيقة وسوابيط مظلمة، أشهرها ساباط الظَلَمي الواقع في حي الزريب.

كما كانت تجاور القلعة أحياء أخرى قبل إزالة سور القلعة، منها: الشريعة، وباب الشمال، والكويكب، والمدارس، والدبابية، والجراري، والشويكة، ومياس. وبعد إزالة سور القلعة في نهايات الستينيات حتى بدايات السبعينيّات من قبل البلدية نشأت الأحياء: البستان، وباب الساب، والمدني، والمسعودية، وأم الحزم، ومنطقة البحر، خارج القلعة واتّصلت هذه الأحياء الجديدة بالأحياء القديمة التي كانت تحيط القلعة.

ملحقات قلعة القطيف

كانت المساجد أكثر المرافق بروزا في القلعة فقد كان في القلعة 11 مسجد أشهرها: جامع المنارة، ومسجد الراجحية، ومسجد الخان، ومسجد السدرة، ومسجد البرودة، وأقدمها هما جامعا المنارة والسدرة، حيث يرجع تاريخ بناء جامع السدرة إلى القرن الثامن الهجري.

آبار قلعة القطيف

كانت القلعة مليئة بالمياه الجوفية المتدفقة، وقد حفرت العديد من الآبار بجوار المنازل، ومن بينها:

1- بئر الخان: هو بئر غزير ذو حوض وحواف صخرية ماؤه ضارب للمرارة وهو للعامة من الناس، ويقع في نهاية أرض مستطيلة الشكل، وله مدخل مفتوح من الغرب ومدخل من الجنوب، وله أعمدة أربعة موصولة ببعضها بجسور مفتوحة من الأعلى والجوانب. 

2- بئر الجبلة: وهو بئر عام ماؤه ضارب للملوحة ويقع في حيّ السِدرة وهو مخصص للشرب فقط، ولا تغسل فيه الأواني والفرش وتتزود منه أرباب السفن لنظافة وعذوبة مائه.

3- بئر مُغيبوه: وهو بئر ذو حوض مسقوف وهو من أجود الآبار، يستقي منها معظم سكان القلعة، ويقع في زاوية أحد السوابيط وحوضه مسقوف ويكاد لا يُرى ماؤه لظلمته ولبعد ما في متناوله بسبب العمق فيما بينه وبين حافّة سطحه، وفوّهته مقسومة بجِدار في الوسط فنصفه الجنوبي في الشارع ويستعمل هذا القسم العامّة من الناس، ونصفه الشمالي داخل أحد المنازل.

4- بئر براحة الخيل: وهو بئر مكشوف وضحل، يستعمل للغسيل، ويقع بحي الوارش.

وبالإضافة إلى الآبار فقد كانت تتدفق ينابيع المياه في القلعة، ومنها ما هو في حي الوارش، حيث يوجد به ينبوع ماء تتدفق منه المياه وتسيح على الأرض فيسقي النخيل الموجودة في الحي، ثم يتجه شمالاً ويصب في البحر، وقد أُنشئ له قناة حتى تتجه مياهه إلى بركة مسجد الأمارة شرقاً، ومن ثم تواصل مجراها إلى البحر.

وأخيًا، خلال زيارتكم إلى قلعة القطيف لا تفوّتوا فرصة استكشاف القرية المحيطة بها، وهي متاهة أزقة وممرات تشبه الطرق الضيقة في قرى البرتغال، إسبانيا أو إيطاليا. 

اقرأ أيضاً: ما هي أقدم الآثار التاريخية في السعودية؟