قصر الملك سلمان أجمل قصور العالم

لا يعتبر قصر الملك سلمان أو قصر الحكم في الرياض مجرد بناء معماري وأثر تاريخي، بل إنه يحمل أيضًا قيمة ورمز سياسي على بيعة ملوك المملكة العربية السعودية، فقد شهد منذ عام 1384هـ / 1964م بيعة المواطنين لـ 5 ملوك.

وخلال هذا المقال سنتعرف على أبرز وأهم المعلومات الخاصة بقصر الملك سلمان، ومن بينها تاريخ القصر وموقعه ومواصفاته وغيرها الكثير.

تاريخ قصر الملك سلمان

شيد القصر في عام 1160 هـ / 1747 م، وقد شكل القصر مسكنًا للمؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود، ومكتبًا لإدارة شؤون الدولة. وقد عاد القصر تحت إمارة الملك عبدالعزيز عام ١٣١٩هـ / ١٩٠٢م بعد استرداد العاصمة الرياض، وأمر بإعادة بنائه، ومنه كانت الانطلاقة الفعلية للدولة السعودية الحديثة.

كذلك كان القصر شاهدًا على مراسم البيعة على مدار السنوات، وشهد بيعة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز في 3 ربيع الآخر 1436هـ / 23 يناير 2015م، كما شهد بيعات كل من:

الملك فيصل
الملك خالد
الملك فهد
الملك عبدالله

موقع قصر الملك سلمان

يقع القصر في قلب مدينة الرياض عاصمة المملكة العربية السعودية.

التصميم المعماري لقصر الملك سلمان

بني القصر وفقًا للنمط المعماري العربي الأصيل، وقد جمع بين الفخامة العربية في التصميم وتلبية الأغراض العسكرية، ويظهر هذا في السورِ العالي والأبراج والممرات المختلفة.

مواصفات قصر الملك سلمان

يتألف القصر الفريد من طابقين وبعض الساحات المكشوفة بمساحات تزيد على ١٠٠٠٠ متر مربع، كما يضم العديد من الدوائر الرسمية والمخازن، ويوجد به أيضًا غرف خاصة لكبار الشخصيات.

وتُعرف الساحة الكبرى في الجهة الشماليّة باسم (الصفاة)، وهي ميدان خصصه المؤسس الملك عبدالعزيز آل سعود في ذلك الوقت لاستقبال المواطنين، كما يوجد في القصر مدرسة كانت مخصصة للأمراء، ومكاتب خصصت لمستشاري الملك.

وفي عهد الملك فهد بن عبد العزيز شهد القصر إعادة بنائه في موقعه السابق على أرض مساحتها 11.500 متر مربع، وذلك ضمن أعمال المرحلة الثانية من برنامج تطوير منطقة قصر الحكم.

وقد استلهم تصميم القصر من الملامح التقليدية لعمارة المنطقة، إذ يبدو ظاهريًا من الخارج كأنه مؤلف من جزءين : أحدهما جنوبي يتكون من ستة أدوار وهو على هيئة قلعة ذات أسوار وأربعة أبراج في أركانها ترمز ضخامتها إلى القوة والمنعة، إضافة إلى برج خامس في الوسط يشكل مصدر إضاءة وتهوية للأفنية والمكاتب الواقعة تحته، أما الجزء الأخر والذي يلتصق بهذا الجزء من جهة الشمال فهو مكون من خمسة أدوار.

وبالنسبة للواجهات الخارجية لهذا القصر فهي شبه مصمتة، بينما ينتشر داخله سلسلة من الفراغات والأفنية متنوعة الأحجام والموزعة توزيع مميز لتعطي إحساسًا بالراحة والسعة.

المنطقة المحيطة بقصر الملك سلمان

تتميز المنطقة المحيطة بالقصر أنها زاخرة بالتاريخ السعودي، ومحفزة للزيارة، ومثمرة للغاية بالنسبة للباحثين في مجال التاريخ والمهتمين به، وقد أصبحت المنطقة الآن مركز إداري وديني وتجاري لمدينة الرياض لما تضمه من معالم بارزة في المدينة، وخلال السطور التالية سنتعرف على أبرز معالم المنطقة:

هناك طريق واسع يقع في وسطه بوابة أبو عشرة والتي كانت بوابة القصر القديمة، وتغلق أبوابه من الشمال والجنوب بأبواب تحمل اسم الصفاقات.
كذلك يوجد في هذه المنطقة حصن المصمك، والذي يعتبر المعلم السياحي الوحيد الذي بقي على حاله شاهدًا على حقبة تاريخية وحكاية استرداد المؤسس للرياض.
يقع بالقرب من القصر أيضًا بالجهة الشمالية قصر خريمس، والذي خصصه المؤسس للضيافة والمالية، إذ كان الدور الأول مخصص للضيوف، والثاني لمكاتب المستشارين والأمور المالية ومصلحة توزيع السلاح، وقد شيد في عام ١٣٢٨هـ، وللقصر ممر معلق يصل بقصر الحكم ليسهل التنقل.
علاوة على ذلك، يوجد بالقرب من القصر ما كان يسمى بـ “مربط الإخوان”، وهو عبارة عن عدد من الحجرات كانت وقفًا لطلبة العلم الرحالة يستقرون فيها لبضعة أيام.
وتعد من معالم المنطقة المحيطة بالقصر أيضًا مقر الشرطة القديم في شارع الثميري، والذي كان أول مقر أقيم للشرطة بعد تغيير أسلوب الحراسة إلى نظام الشرطة.
جامع الإمام تركي بن عبد الله، والذي يقع جنوب قصر المصمك.
ميدان العدل، والذي تبلغ مساحته 14 ألف متر مربع.
بالإضافة إلى ذلك، توجد بعض القصور الخاصة شرقي ساحة الصفاة مثل: قصر الأمير محمد بن عبدالرحمن، وقصر الأمير سعد بن عبدالرحمن.
ساحة الصفاة والتي تتواجد بين جامع الإمام تركي بن عبد الله والقصر والمتصلة بميدان العدل من جهته الغربية.
ساحة الإمام محمد بن سعود والتي تنتهي من جهة الغرب سلسلة من الميادين والساحات العامة المفتوحة.
سور المدينة القديم وبواباته التاريخية، والتي جرى إعادة بناء بوابتي دخنة والثميري وبرج الديرة إضافة إلى أجزاء من السور القديم.

تطوير منطقة قصر الملك سلمان

عانت المنطقة المحيطة بالقصر أواخر القرن الهجري الماضي، نتيجة لذلك وضعت الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، وبتوجيه وقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، حينما كان أميرًا لمنطقة الرياض ورئيسًا للهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض، برنامج مميز لتطوير هذه المنطقة.

وكان الهدف من هذا البرنامج هو إعادة المنطقة إلى ما يجب أن تكون عليه كقلب نابض لمدينة الرياض، وإعادة القيمة الذاتية والمعنوية للمنطقة على مستوى المدينة، وعلى مستوى السعودية وعلى المستوى العالمي، كمنطقة استقطاب سياحي وثقافي.

وبعد أعمال التطوير المذكورة أعلاه، أصبح القصر الآن يضم: