يعد يوم تأسيس المملكة والذي وافق يوم 2 شعبان من كل عام من أهم الأيام بالنسبة للمواطنين السعوديين، فهو يوم مميز تقام خلاله العديد من الإحتفالات بالمملكة بسبب تحقيق الإنجازات على مر العصور منذ يوم التأسيس وإلى يومنا هذا.
وخلال هذا المقال سوف نقدم لكم أبرز وأهم المعلومات عن مراحل تأسيس المملكة العربية السعودية، مؤسس المملكة الحديثة، ذكرى يوم التأسيس.
مراحل تأسيس المملكة
تبدأ قصة تأسيس المملكة لزمن تأسيس إمارة الدرعية وامتداداتها اللاحقة، وقبل تأسيس المملكة العربية السعودية و إمارة الدرعية سكنت أسرة ربيعة بن مانع فيها إلى أن ظهر “سعود بن محمد بن مقرن” عام 1132 هـ ليتولى بعده الأمير “محمد بن سعود” الذي بات يلقب فيما بعد بالإمام عام 1139 هـ (الموافق لعام 1725 ميلادي) ليقود البلاد إلى مرحلة جديدة، إذ نجح في تدشين أساسات دولة واسعة النفوذ.
وفي أعقاب تأسيس الإمارة، نجح الإمام “محمد بن سعود” في وضع بذور الدولة الأولى مستغلًا علاقاته الوثيقة مع القبائل المجاورة وحفاظه على الاستقرار والأمن فيها حتى باتت كيانًا مستقلًا بذاته ذو علاقات متينة مع المناطق الحضارية والقبائل على حد سواء.
ويتضمن التعبير عن يوم تأسيس المملكة أبرز الأحداث التي سجلها التاريخ عن ذلك اليوم المميز، وهي كالآتي:
1) تأسيس السعودية الأولى
في عام 1139 هـ الموافق 1727م استطاع الإمام “محمد بن سعود” الاتفاق مع العالم الديني والشيخ “محمد بن عبد الوهاب” على توحيد جبهات وأراضي المملكة؛ وبناءً عليه تم تأسيس وحدة سياسية قوية تخضع لنظام واحد، وركيزتها الشريعة الإسلامية وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد جاء هذا الاتفاق بعد عدم استقرار ونزاعات طويلة؛ وذلك لأن المملكة كانت مطمع للكثير فهي أكبر دول بالجزيرة العربية، وتستحوذ على ما يقارب أربعة أخماس من مساحتها.
ونتج عن ذلك الاتفاق تأسيس المملكة الأولى وأصبحت عاصمتها الدرعية، وعاصرت حينها ازدهارًا اقتصاديًا، وسياسيًا استمر حتى عام 1818م عندما أسقطتها حملة بقيادة محمد على باشا.
2) تأسيس السعودية الثانية
قام الإمام “تركي بن عبد الله بن محمد بن آل سعود” بتأسيس المملكة الثانية التي كانت امتداد لإنجاز الأمير “محمد بن سعود”، إذ اتبع نهج الدولة الأولى وعمل على توحيد أغلب مناطق شبه الجزيرة، وأعاد الأمن والأمان، والعدل بينن الناس، وارتقي بمستوي التعليم، كما استعاد مدينة الرياض في عام 1824م، واستمر حكمه حتى 1891م.
3) تأسيس السعودية الثالثة
بعد ذلك عاصرت المملكة فراغًا سياسيًا استمر لما يقرب عشر سنوات حتى عام 1902م عندما قام الملك “عبد العزيز آل سعود” بتأسيس المملكة الثالثة؛ للحفاظ على الإرث والإنجاز العظيم لمن سبقوه.
مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة
نشأته
“عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود” (ذو الحجة 1292 هـ/يناير 1876م ربيع الأول 1373 هـ/نوفمبر 1953م) هو مؤسس المملكة العربية السعودية الحديثة وأول ملوكها، والحاكم الرابع عشر من أسرة آل سعود.
ولد “عبد العزيز” في الرياض لأسرة “آل سعود” الحاكمة في نجد. وفي السابعة من عمره عهد به والده الإمام “عبد الرحمن بن فيصل” إلى القاضي “عبد الله الخرجي” لتعليمه القرآن الكريم. وفي العاشرة من عمره تلقى تحصيله في الفقه والتوحيد على يد الشيخ “عبد الله بن عبد اللطيف آل الشيخ”. كذلك كان والد “عبد العزيز” حريص على تعليمه ركوب الخيل والفروسية بكل معانيها فتم له ذلك في وقت مبكر.
وكان “عبد العزيز” ذكي منذ الصبي، لذا لاحظ الأحداث السياسية المؤسفة التي كانت تدور حوله. ولما بلغ “عبد العزيز” سن الخامسة عشر انتقل مع أسرته إلى قطر ثم البحرين ثم إلى الكويت بأمر من الدولة العثمانية واستقبلهم شيخها في ذلك الوقت وهو “محمد الصباح” بعد إنتصار “محمد بن عبد الله الرشيد” حاكم حائل على الإمام “عبد الرحمن بن فيصل بن تركي آل سعود” آخر أئمة الدولة السعودية الثانية.
دوره في تأسيس المملكة
بعد ذلك بدأ “عبد العزيز” رحلة تأسيس المملكة مع معاونيه، وقد ذكرنا تفاصيل هذه الرحلة أعلاه.
إنجازاته
اتسمت خلافة الملك “عبد العزيز” بالتطور والرقي والازدهار، على يده شهدت المملكة العربية السعودية الكثير من الإصلاحات، وقد برع في إدارته لحكم البلاد ونجح في توحيدها واستقرار أمنها لتصبح منارة العالم الإسلامي.
كما أصبحت المملكة في عهده من أوائل الدول التي وقعت على اتفاقية الأمم المتحدة عام 1945م، بالإضافة إلى تأسيسه للمنظمات الدولية، وتطوير المؤسسات التعليمية، والعمل على بناء بنية تحتية قوية لأجيال المستقبل.
ومن ضمن أبرز إنجازاته، الآتي:
- تأسيس مجلس الوكلاء ومجلس الشورى
- إدارة المقاطعات
- رئاسة القضاء والمحاكم الشرعية
- تأسيس عدد من الوزارات
- تأسيس مؤسسة النقد العربي السعودي
- إنشاء خط سكة حديد بين الدمام والرياض
- تنظيم وتطوير الحج
- توسعة الحرمين الشريفين
- تأسيس المديرية العامة للحج
- إنشاء المراكز الصحية
- إنشاء الطرق
- تطوير التعليم
حتى توفي “عبد العزيز آل سعود” عام 1953م تاركًا المملكة في أولى خطواتها نحو التقدم والرقي، ليكمل أبناءه مسيرة الريادة.
ألقابه
وكان يُعرف الملك “عبد العزيز” عند العرب باسم “عبد العزيز”، وعند الغرب بـ “ابن سعود”، وأطلق عليه عام 1931م “جورج واشنطن” الأمة الجديدة، كما أطلق عليه بعد تأسيس المملكة العربية السعودية الحديثة “زعيم الجزيرة العربية”.
ثم لقب الإعلام الغربي الملك “عبد العزيز” في عام 1934م بـ “أوتو فون بسمارك” العرب و “بنابليون” العرب و “أوليفر كرومويل” الصحراء، و”الملك سليمان” الجديد.
اقرأ أيضاً: يوم التاسيس السعودي أهم الفعاليات والأنشطة
