في عام ٢٠٢٥، نحتَفي بالحرف اليدوية وما تمثله من تجسيد لموروثنا الإبداعي وتفاصيلنا الثقافية المتنوعة. وبهذه المناسبة نُسلط الضوء على شركة الحرف السعودية، وهي شركة حكومية تابعة لهيئة التراث ووزارة الثقافة، يرأس مجلس إدارتها صاحب السمو الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان آل سعود، وزير الثقافة.
تقول سمية بدر، المدير التنفيذي لقطاع التصميم والإنتاج:
“إن الحرف اليدوية في المملكة هي جزء أساسي من الحياة اليومية والثقافة المحلية، فهي تُمثل تواصل الإنسان مع بيئته، وتُظهر كيفية استفادته من الموارد الطبيعية، كما تعكس قيم الجمال والإبداع التي تُعد جزءًا من الهوية السعودية، وانعكاسًا غنيًا للتراث الثقافي الممتد عبر العصور”.
هويّة التصميم السعودي ودور التراث في المُنتجات
يشهد قِطاع الحرف اليدوية تطورًا ملحوظًا في التصميم والإنتاج، مع تصاعد الوعي بأهمية الحرف التقليدية وظهور تصاميم مبتكرة تلبي احتياجات السوق دون المساس بجوهرها.
تعمل شركة الحرف السعودية على دمج الحرف التقليدية مع التصميم المعاصر لابتكار منتجات تجمع بين الجَمال التقليدي والمتطلبات الحديثة، وتشجع على التعاون بين المصممين المعاصرين والحرفيين التقليديين.
الثّقافة مصدَر إلهام
المنتجات الحرفية السعودية تستلهم من الثقافة المحلية والهوية الوطنية، وتربط التراث بالحاضر. كل قطعة تحمل قصة مختلفة وتخلق ارتباطًا وجدانيًا عميقًا مع مقتنيها، يتجاوز القيمة المادية إلى معنى ثقافي وإنساني.
التّحديات التي تواجه الحِرفيين
من التحديات التي تواجه الحرفيين هي إنتاج المنتجات بتصاميم مختلفة عن الذي اعتادوا عليه، وهنا يأتي دور شركة الحرف السعودية من خلال تزوديهم بالتصاميم التفصيلية ومساعدتهم على إنتاجها بالشكل المطلوب ومن ثم التأكد من الجودة.
جَودة المنتَج والاستدامة
أصبح الحِرفيون اليوم رواد أعمال يُدركون أهمية الاستدامة المرتبطة بجودة المنتج، بدءًا من اختيار المواد الخام الطّبيعية والمستدامة، مرورًا بالدقة في تنفيذ الحرفة، ووصولًا إلى التصميم الذي يعكس التراث والهوية السعودية.
تمكِين الحِرفيين
تعمل الشركة على تَمكين الحرفيين من خلال توفير فرص عمل مُستدامة، وإتاحة مشاريع متعددة تضمن لهم دخلًا مستمرًا، إضافةً إلى تسليط الضوء على أسمائهم عبر المنصّات الرقمية والمتاجر الإلكترونية وكروت المنتجات.
نَحو العالمية
بدأت شركة الحرف السعودية رحلتها نحو العالمية من خلال مشاركتها في المعارض والمحافل العالمية مثل معرض أرتيجانو أن فييرا في مدينة ميلان الإيطالية لعامين متتاليين بهدف التعريف عن الشركة ومنتجاتها ونقل إبداعات الحرفيين والمصممين السعوديين عالميًا، بالإضافة إلى مشاركتها في المسابقات العالمية مثل مسابقة تحدي هدايا الطعام، كما تم توريد منتجات حرفية إلى أكثر من 6 دول، وتخطط للتوسع بشكل أكبر دوليا.
ماذا يقتَني السائح من السعودية؟
تنصح الشركة السُياح باقتناء التحف التذكارية التي تعكس الثقافة السعودية بأسلوب مُبتكر، مثل الفناجين، السبح، النماذج المصغّرة للمباني التراثية، والجَمال، لما تحمله من رمزية تراثية ولمسات حرفية فريدة.
نماذج من المُنتجات الحرفية المميّزة
الفَخار:
مجموعة ضيافة فاخرة باللون الترابي، محفورة بتقاسيم جذع النخيل، تعكس كرم وعطاء النخلة المتجذر في الثقافة السعودية.
الجلود:
مجموعة “معالم المملكة” بخمسة تصاميم مستوحاة من أبرز المعالم التراثية في مناطق المملكة، من قصر المربع في الوسطى إلى الرواشن في الحجاز، ومن ميناء العقير في الشرقية إلى نقوش رجال ألمع في الجنوب، ونقوش جبل الفريدة في الشمال.
النقوش التُراثية:
اعتاد الكثير من الحرفيين، تاريخيًا، طَرق المعادن على الأخشاب ليزينوا بها الصناديق والمباخر والمقتنيات الخشبية الأخرى ويظهر ذلك جليًا في تلك الصناديق التي كانت تستخدم لتجهيز العروس والمباخر النجدية وغيرها، فأتت هذه المجموعة مستلهمة من هذا الأسلوب لتحتوي على خمسة فناجين للقهوة السعودية، بتصميم عصري ومميز، تم تشكيلها من الفخار بأيدي حرفيين سعوديين ماهرين، ويحمل كل فنجان نقوشًا منقَّطة تحاكي “القمور” ومستلهمة من نقوش من عمق تراثنا، ليحمل كل فنجان نقشًا من الخمس مناطق الرئيسية فتم تزيين فنجان من نقش السدو الذي يزيّن الخيّام ليدل على المنطقة الوسطى، ومن عسير القطّ الذي تتزيّن به جدران المنازل، وبالمنطقة الشرقية النقوش التي تتزيّن بها أبوابها وفخارها، والعلا التي تشتهر بنقوش تاريخية وأثرية فتزيّن الفنجان بنقوش أبوابها، والفنجان الذي يدل على الحجاز نرى فيه نقش الروشن العتيق. ولكل فنجانٍ قاعدته المصنوعة من خشب الجوز الفاخر تم طرق نفس النقوش عليها.
الأحجَار:
سبحة معطرة مصنوعة من الأحجار البركانية في المدينة المنورة، تحتفظ برائحة الطيب أثناء التسبيح.
التَطريز:
فلسفة تصميم مجموعة “أمجاد” تقوم على تبسيط الطراز النجدي التقليدي من خلال استخدام الأشكال الأساسية كالمثلث والمربع، مع استلهام الزخارف من الهودج والبشوت والأزياء السعودية في فترة توحيد المملكة.
المشغولات الخَشبية:
هناك مجموعات مميزة مثل مجموعة التقويم المُستدام، تتكون هذه المجموعة من عدة أشكال هندسية، تم تصميمها ونحتها بأيدي سعودية ماهرة بحضور التصاميم الهندسية المتجذرة في الثقافة السعودية، نجدها حاضرة في العمارة في مختلف مناطق المملكة، وتتكون من خشب الجوز الفاخر مُطعّم بمعدن ذهبي اللون أو خشب البلوط الفاخر مُطعّم بمعدن فضي اللون.
و إذا كنت مهتم بالأعمال اليدوية و خاصة صناعة الفخار فستجد في جدة عروس البحر الأحمر أماكن عديدة تعطيك فرصة تجربة صناعة الفخار مع من تُحب ، يمكنك معرفة الأماكن من خلال هذه المقالة المُمتعة.
